محمد فودة

محمد فودة يكتب.. مراكز الشباب «سلاح» خالد عبدالعزيز للقضاء على التطرف

السبت، 28 فبراير 2015 07:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يجرى الآن فى مراكز الشباب المنتشرة فى جميع أنحاء مصر، أشبه بثورة شاملة فى تغيير المفاهيم الخاطئة وتصويب الأوضاع المقلوبة، لذا فإننى لن أكون مبالغا إن قلت إن المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، بما يقوم به الآن فى مراكز الشباب كأنه قد ألقى بحجر ضخم فى بئر راكدة، حيث أدرك أن التغيير الحقيقى فى المجتمع لابد أن ينطلق من خلال جيل الشباب وطالما أن الأمر يتعلق بالشباب فلابد من استثمار كافة السبل الممكنة للوصول إلى هؤلاء الشباب ليس فى العاصمة وحسب بل فى جميع أنحاء مصر بما فيها المناطق النائية وهو بذلك يكون قد فعل ما لم يستطع أحد أن يفعله من قبل لأن تلك المنطقة شديدة الحساسية ظلت لسنوات طويلة من المناطق الشائكة، والتى تتطلب قدرات خاصة فى التعامل مع مراكز الشباب خاصة، وقد تحول الكثير منها فى ظل غياب رقابة الدولة إلى ما يشبه بؤر الفساد بعد أن أصابها الروتين فى مقتل وابتعدت عن دورها الحقيقى فى تربية جيل جديد من الشباب قادر على تحمل المسؤولية.

لقد توقفت أمام تلك الحملة الجديدة التى انطلقت بدعم من وزارة الشباب والرياضة والهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بالتنسيق مع إحدى مؤسسات المجتمع المدنى، فتلك الحملة تحمل عنواناً لافتا للانتباه وهو «المصريون يتعلمون» حيث تأتى فى إطار اهتمام الدولة بقضية التعليم ومحو الأمية فى مصر، حيث تهدف إلى تشجيع الأميين للتسجيل والانضمام إلى فصول محو الأمية، وذلك من خلال مراكز الشباب المنتشرة فى كل محافظات مصر. وتتجلى أهمية المبادرة فى كونها تهدف أيضاً إلى تحفيز الشباب المصرى للمشاركة، سواء عن طريق تعليم الأميين أو إقناعهم بضرورة تسجيلهم بالفصول لمحو أميتهم. وهنا يتبلور من وجهة نظرى الهدف النبيل من وراء تلك المبادرة، وهو أن يتحول الشباب من مجرد مراقب ومشاهد لما يدور حوله من تحولات سريعة ومتلاحقة فى المجتمع إلى عنصر مهم وفاعل، بل مشارك أيضاً فى صنع مستقبل الوطن الغالى إلى قلوبنا الذى تتشكل ملامحه تحت قيادة سياسية واعية بمتطلبات المرحلة ومؤمنة إيمانا مطلقا بمفردات العمل الوطنى الجاد. لقد استطاع المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة من خلال تلك الطفرة التى قام بها فى مراكز الشباب على مستوى الجمهورية أن يجعل تلك المواقع الثقافية حاضنة للجيل الجديد من الشباب وجاذبة للنشء من خلال هذا التنوع فى العمل الرياضى والشبابى ومن خلال فكر مستنير قادر على توجيه الشباب نحو ممارسة الرياضة والاستزادة من الثقافة والفكر القادر على مواجهة أفكار التطرف والعنف التى كانت تدفع هؤلاء الشباب من قبل إلى الانخراط فى الجماعات الإرهابية التى كانت تسد الفراغ لدى هؤلاء ببث أفكاراً مغلوطة تحت ستار الدين، وهى أبعد ما يكون عن تعاليم الدين السمحة التى تقرها كافة الأديان السماوية، وأعتقد أن خالد عبدالعزيز قد فطن إلى أهمية مراكز الشباب المنتشرة فى المناطق النائية ووضع يده على حقيقة مهمة، وهى أن لكل بيئة طبيعتها فى التعامل مع ما يحيط بها من أنشطة حياتية، فجاءت رؤاه التى تبلورت على أرض الواقع بأن جعل تلك المواقع الرياضية وقد تحولت فى كل مكان إلى ما يشبه البوصلة التى تتحرك من خلالها التوجهات المتعلقة بجذب الشباب نحو العمل الرياضى المناسب لتفجير الطاقات الإبداعية لدى الشباب وذلك من خلال العديد من الأنشطة التى تتماشى مع البيئة المحيطة بهؤلاء الشباب، وفى تقديرى الخاص فإن المهندس خالد عبدالعزيز قد سدد هدفاً نظيفاً فى مرمى الإرهاب والتطرف بهذا الفكر الراقى الذى يدير به مراكز الشباب وبتلك الخطط والرؤى المستقبلية التى يعتمد عليها، وهو يتعامل مع تلك المواقع الرياضية شديدة الأهمية بالنسبة للملايين من الشباب الذين بحكم بعدهم عن المدن الكبرى لا يجدون أمامهم سوى مراكز الشباب لتستوعب ما لديهم من طاقات غير محدودة فى الأنشطة التى يتمتع بها غالبا جيل الشباب فى فترات التكوين الأولى من حياتهم.

نحن الآن فى أمس الحاجة إلى هذه الروح الجديدة التى خلقها خالد عبدالعزيز فى العمل الشبابى والرياضى فى جميع أنحاء مصر.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة