من منا لم يشاهد هذا الإجرام الذى ارتكبته عصابة داعش فى آثار متحف الموصل بالعراق، الفيديو المصور الذى بثته المواقع التابعة لهذا التنظيم الإرهابى الذى ظهر فيه أعضاء داعش وهم يدمرون الآثار التاريخية بالمطارق وأدوات الحفر بشكل جنونى وعلى خلفية آية قرآنية تم نزعها من سياقها تماماً واستخدمت هذه الآية لتبرير هذه الجريمة البشعة وهى العادة الداعشية التى اعتادت عليها هذه العصابة عندما ترتكب إحدى جرائمها، فهذه العصابة التى تكونت فى الأساس لتشويه صورة الإسلام ونبى الإسلام وقرآن الإسلام نجدها تستخدم آيات القرآن لتبرير كل جرائمها، بالرغم من أن كل آية من هذا القرآن العظيم برىء من جرائم داعش التى ترتكب ضد البشر وضد الحجر.
المشهد الذى أفزع الملايين ممن يعشقون الآثار والتاريخ والحضارة لم يصدمنى، فليس غريبا على تنظيم دموى وإرهابى مثل داعش عقيدته ذبح وقتل وحرق البشر أن يحطم ويحرق ويدمر حضاراتنا وآثارنا التاريخية بفتاوى شاذة لخليفة شاذ ومشايخ أكثر شذوذا خرجوا بفتاوى تحرض على حرق الأخضر واليابس، وهو ما فعله أعضاء السمع والطاعة، والتى دمرت متحف الموصل الذى يعد تدميره خسارة فادحة ليس فقط للعراق بل للبشرية كلها، وأنه لن يتم تعويض هذه الآثار الخالدة، وكما قلت ليس غريبا على هذه العصابة المجرمة، فالداعشيون لا يعرفون قيمة «البشر» حتى نطالبهم باحترام قيمة «الحجر»، نعم لقد ارتكب هذا التنظيم القذر من الجرائم ما يجعلنى أرى أن عملية تحطيم الآثار القديمة سواء فى الموصل أو أى بلد احتله هذا التنظيم مجرد شىء عادى بالمقارنة ببشاعة الجرائم التى تنفذ يوميا ضد العراقيين أو السوريين أو الليبيين أو المصريين وما حدث لشهداء مصر الـ22 مؤخراً دليلا دامغا على أن تدمير محتوى أقدم المتاحف العراقية مجرد نوع من التسلية يقوم بها مجرمو داعش بأوامر من خلفيتهم المجنون أبو بكر البغدادى سارق الفرح صاحب الفتاوى الشيطانية والعميل لجهاز الاستخبارات الأمريكى «السى.أى.إيه».
ولكن هل تعلم أن ما جعلنى حزينا أثناء مشاهدتى للفيديو الفضيحة هو استغلال هذا التنظيم للآيات القرآنية والمستخدمة من قبل هذا التنظيم الإرهابى لتبرير عمليتهم القذرة ضد حضارتنا العظيمة، ويبدو أن هناك تعمدا واضحا من جانب أعضاء وقيادات داعش فى ربط كل المشاهد البشعة التى يرتكبها هذا التنظيم من ذبح وحرق البشر وتدمير آثارنا بآيات القران العظيم لكى يتم إيهام أعداء الإسلام بأن قرآننا العظيم بكل ما هو دموى وإرهابى وهو ما يخطط له أعداء الإسلام لهدمه وتحويله فى هذا الزمان إلى ديانة دموية حتى يهرب منه كل من يهديه الله إلى هذا الدين العظيم، لقد عكست هذه الجرائم حجم المؤامرة الكبرى التى يرتكبها تنظيم لا تختلف طقوسه الدينية عن الخوارج والحشاشين والقاعدة والإخوان فجميعهم يريد السلطة حتى ولو كان ذلك على حساب سمعة إسلامنا السمح ورسولنا الكريم فالداعشيون ليسو مسلمين وليسوا بنى آدم بل مجموعة من الحيوانات المسعورة والتى لا يهمها ذبح فريستها باسم الدين.
لم يكتف هذا التنظيم الشيطانى بسرقة النفط والأرض والأموال وقتل الحرث والنسل والإفساد فى الأرض، بل إنهم الآن يريدون أن يجعلوا الناس تكفر بدين ربها، وهذا هو سبب نشر كل اليوتيوب والقنوات الأخرى لصور الذبح والتعذيب والحرق لكل من يتم أسره من جانب هذا التنظيم الداعشى والتى تنفذ وصوت أحدهم يجلجل بآيات الذكر الحكيم وخلفهم رايه الإسلام والتى تحمل عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وهذا يوضح حجم مؤامرة الشياطين من أعضاء وقيادات تنظيم داعش والذى تحركه أجهزة الاستخبارات العالمية بداية من الموساد الإسرائيلى حتى بالمخابرات الأمريكية والهدف ليس إسقاط أنظمة أو تطبيق شرع الله كما يزعم كلب داعش أبوبكر البغدادى بل لتشويه صورة الإسلام وهو ما ظهر واضحا فى عمليات ذبح الأسرى الأقباط المصريين فى ليبيا وتدمير الآثار وحرق المخطوطات فى العراق وسوريا، لهذا كله لم أشعر بحزن من جريمة الداعشيين، فى متحف الموصل لأنه تنظيم لا يعرف قيمة البشر حتى ننتظر منه أن يعلم قيمة الحجر!!
عبد الفتاح عبد المنعم
هل عرفت «داعش» قيمة «البشر» حتى نطالبها باحترام قيمة «الحجر»؟
السبت، 28 فبراير 2015 12:10 م