أكرم القصاص

اللى إيده فى الإرهاب.. غير اللى إيده على الكيبورد

الثلاثاء، 03 فبراير 2015 07:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفارقة أن بعض خصوم الدولة يسعون بكل غالٍ ونفيس للبرهنة على سلمية الجماعة، وأن ما يجرى من حرق وتفجير هو من فعل فاعل معادى للجماعة يريد الإساءة إليها، بالتفجيرات والحرائق والتخريب. وفى نفس ذات الوقت تصدر تنظيمات وصفحات للجماعة على فيس بوك بيانات واضحة تؤكد فيها مسؤوليتها عن العنف وتهدد بالمزيد من التصعيد، وتتسابق قنوات الجماعة التركية فى تأكيد فرحها واحتفالها بالعمليات الإرهابية سواء من الجماعة أو غيرها، رأينا مذيعا يحرض على الضباط والمواطنين، وبيانا واضحا من الجماعة بقناتها تهدد فيه المستثمرين الأجانب من العمل فى مصر وتطالبهم بالرحيل وإلا كانت مصالحهم مهددة.

دعك من كون البيان ساذجا وسطحيا، لكنه يكشف عن حالة الخداع التى يمارسها من يضعون أنفسهم زعماءً افتراضيين، وقد أرهق أحد كبار منظراتية الفراغ الهلامى نفسه، ونشر فى مواقع الاكتئاب الثورى موضوعا عريضا طويلا يسعى فيه لإثبات أن المظاهرات فى كل مكان سلمية، وأن هناك من يرتكب العنف ويلصقه بالجماعة الطيبة، لكن نفس الشخص لم يرَ أى علامات فى بيانات تعلن وتؤكد بل وتتفاخر بالعمليات النوعية، بل وتصف التخريب بالثورية.

هناك عدد كبير من السادة «الفيسيين والتويتريين» يحتفون بشائعات تبرر وجهة نظرهم، ويتجاهلون عن عمد أى بيانات أو معلومات تشكك أو تشرخ رؤيتهم المعمقة للواقع المربع. وبعد أن كان هؤلاء النشطاء، يروجون إلى أن الإرهاب مصنوع فإذا ببيانات داعش تخرق عيون الجميع، وتؤكد أن الهدف هو نفسه الهدف لدى دواعش العراق وسوريا، وما زال هناك من يسخر، إما لأنه يستفيد من الإرهاب، وإما لأنه يريد ممارسة الكيد السياسى المدفوع مقدما، والمدهش أن نفس هؤلاء المحنطين، يعينون أنفسهم خبراءً استراتيجيين فى شؤون الإرهاب عسكريا وأمنيا بينما الواحد منهم لا يستطيع مغادرة الكيبورد، يخافون من «البلوك» ويتسولون «اللايك». ويعيشون حالة المحلل العميق، من جهة ينتقدون التقصير، ومن جهة يشككون فى وجود الإرهاب ويخفضون من الخطر، ويسعون طوال الوقت لممارسة العادة العلنية الممجوجة، نشر الاكتئاب وصناعة التشويش من دون تقديم رأى واضح أو إعلان موقف محدد. وهم لا يختلفون عن الجماعة وغبائها أثناء السلطة، أو بعدها، تقدم كل برهان على عدائها، وتفرح بالتفجيرات وتصفق للإرهاب، وتضحى بالأبرياء بدعاوى وهمية. ولا تحتاج من يسىء إليها فهى تقدم الدليل، ومعها مصفقون افتراضيون. خارج السياق يعيشون فى الفيسبوك، وعلى رأى المثل «اللى إيده فى الإرهاب غير اللى إيده على الكيبورد».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة