«يا ترى النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، سيكون سعيدا عندما يرى أمة ملقاة فى الشوارع وجاهلة وفقيرة وتعيش فى العشوائيات؟» هذا هو السؤال الذى طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أثناء لقائه الجماهيرى الذى عقد، ظهر أمس الأول الأحد، السؤال هو الأخطر من رئيس دولة مثل مصر تعانى من مشاكل فى كل شىء من الإرهاب حتى الطعام، والحقيقه أن الرد الوحيد على سؤال الرئيس السيسى هو أن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، بريئان مما تفعله داعش أو الإخوان، ولقد كتبت فى نفس المكان منذ عدة أشهر تحت عنوان «بعد ظهور الإخوان وداعش لم نعد خير أمة أخرجت للناس» وتساءلت وقتها عدة أسئلة منها: هل نحن خير أمة أخرجت للناس؟ وهل ما زلنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟ هل ما زال بداخلنا نفحة إيمانية لله ولرسوله ولقرآنه؟
ربما تصدمك الإجابة لأنها بالنفى، والسبب ليس فى ديننا أو نبينا أو قرآننا، ولكن فى سلوكيات المسلمين فى كل بقاع الأرض، التى وصلت إلى قيام فريق منا بذبح وبقتل وتعذيب باسم الإسلام وما هو بمسلم بل أشد من كفر أبى لهب وابن سلول وأبوجهل، فهؤلاء الكفار والمنافقون أقل خطرا من نوعية أعضاء تنظيم داعش أو القاعدة أو أنصار بيت المقدس أو الإخوان أو أى فصيل إسلامى يعتقد أنه الحق، وأنه لتحقيق ذلك يجب أن يطبق ذلك بالحديد والنار غير مؤمنين بأن الإيمان بالله اختيارى، فما بالنا باختيار الحاكم فى الدنيا بالتأكيد هو اختيارى أيضًا، فلا يمكن أن يفرض فصيل سياسى حتى لو رفع راية لا إله إلا الله نفاقا علينا حاكما حتى لو سقط مغشيا عليه من كثرة الصيام والقيام والتعبد، فحكم الشعوب لا يأتى من بوابة الإيمان، بل من بوابة العدل والمساواة، وهو ما فعله الرسول الكريم محمد بن عبدالله، عندما وصل المدينة المنورة «يثرب» حيث ساوى بين كل سكانها مسلمين ويهود، أوس وخزرج، رجل وامرأة، الجميع تساوى فى كل شىء لم يعد أحد خيرا من أحد إلا بالتقوى، والجميع متساوون فى الواجبات والحقوق، هذا هو إسلامنا الذى تخلينا عنه، فلم نعد خير أمة أخرجت للناس بل أصبحنا أسوأ أمة تعتنق أعظم الديانات، ولكنها تطبق أسوأ الأشياء فى التعامل والدعوة إلى الله، والنتيجة أصبحنا الأضعف فى كل شىء عسكريا وعلميا واقتصاديا وأخلاقيا، أصبحنا لا نملك حتى رؤية الدفاع عن ديننا أو رسولنا الكريم، انعدمت لأننا لم نعد نملك حجة الدفاع، لأننا أول من طعن الإسلام ونبيه وشكك فى سنته ورفع راية الفتن فى كل مكان، لهذا لن يرضى الله ورسوله عنا، لأننا أخطأنا فى حق أمتنا وديننا ونبينا وربنا، لهذا لم نعد خير أمة أخرجت للناس.
عبد الفتاح عبد المنعم
سيدنا محمد برىء مما فعلته داعش والإخوان فى الإسلام
الثلاثاء، 03 فبراير 2015 12:07 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
من بحري و بنحبوه .. حزب النور .. أبو ياسين من طنطا ..
وبالمجمل .. و على التوازى .. ( لماذا نقتل الغرب .. فضلا عن قتالهم ) ..
عدد الردود 0
بواسطة:
اسلام
- 1 - ما أروعك
هوه ده تجديد الخطاب الديني