من حق المصريين أن يخرجوا لاستقبال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للترحيب به فى زيارته غدا إلى مصر، فروسيا لم تتردد لحظة لتأييد ودعم الثورة الشعبية المصرية فى 30 يونيو ضد الإخوان، ولم تتوان عن إعلان موقفها الداعم لمصر، والترحيب بالرئيس السيسى خلال زيارته لموسكو بشكل استثنائى، وصفته وسائل الإعلام الروسية وقتها بأنه لم يسبق لروسيا أن استقبلت رئيس دولة مثلما حدث للرئيس المصرى فى أول زيارة خارجية لدولة أجنبية وليست عربية.
موسكو أيضا لم تتردد فى إعلان مد مصر بالسلاح الروسى المتطور وبمنظومة الدفاع الجوى الأكثر تطورا فى العالم، وجاء إلى مصر فى زيارة نوعية فريدة وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجى - الرجل القوى بعد بوتين فى موسكو - إلى مصر فى زيارة كانت لها دلالتها القوية لدى الغرب وفى دوائر صنع القرار الأمريكى.
الشعب المصرى فى 30 يونيو خرج ضد حكم الإخوان وضد الانحياز الأمريكى السافر المعادى لمصر، رافضا موقف الرئيس الأمريكى باراك أوباما وسفيرته بالقاهرة آن باترسون، وفى الوقت ذاته وبحس وباستدعاء شعبى للدور الروسى وللعلاقات التاريخية بين مصر وروسيا أيام الاتحاد السوفيتى السابق، رفع المصريون فى ميادين المحروسة من الإسكندرية إلى أسوان صور الرئيس الروسى «الشجاع» فلاديمير بوتين فى إعلان عن الترحيب بموقف موسكو، ولم يكن فقط الاستدعاء الشعبى المصرى لروسيا فى 30 يونيو «نكاية» فى الولايات المتحدة الأمريكية، بل الثقة فى موسكو وعلاقاتها مع مصر، وما قدمته طوال تاريخ هذه العلاقة ورفضا فى الوقت ذاته للتبعية الأمريكية طوال 40 عاما.
إذن من حق الشعب المصرى أن يخرج لاستقبال بوتين، ورفع صوره من جديد، فالزيارة رغم أنها الثانية له فى مصر خلال 10 أعوام - الأولى كانت فى 2005 - فإنها كما تشير وسائل الإعلام الروسية «زيارة دافئة للغاية» ويزيد من دفئها، التقدير والاحترام الجارف للمصريين لموسكو وللرئيس بوتين.
ليس الاستقبال والتقدير والاحترام وحده هو الذى يضيف للزيارة الحميمية والدفء، وإنما مستوى الوفد الروسى الذى يضم وزير الدفاع شويجى ووزير الخارجية لافاروف وحوالى 40 رجل أعمال ومسؤولين روس، وما سينتج عن هذه الزيارة داخليا من إعلان اتفاقيات وصفقات تصب لصالح الاقتصاد المصرى.