مسعد إسماعيل

عن الإعلام وظاهرة الجدل المستعرة

الأحد، 08 فبراير 2015 08:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرضت مصر فى السنوات الأخيرة لموجة عاتية من الانشقاق والجدل الذى أصاب اللحمة الوطنية والاجتماعية بالتفسخ والعجز عن معالجة الأمور بالحكمة، وساد فى مصر ما يمكن تسميته بالمزاج المتهور، وتحكمت المصالح الخاصة الضيقة لكل فئة فى آرائها وتصرفاتها، وثبت عدم صحة نظرة من كان يطلق عليهم النخبة أو رموز المجتمع للأمور، ولم تعد مواقفهم من الأحداث المتلاحقة الجارية فى بقاع مصر توزن بميزان الوطنية، بل بميزان مصالحهم الخاصة.

وأصبحت وسائل الإعلام جميعا لا تهتم إلا بما يثير الجدل ويغذى ناره المستعرة، بدلا من الاهتمام- فى الحوارات والمناقشات والمقالات- بمواجهة الإرهاب التى تتعرض له البلاد ويهدد حياة الناس، وكأنها تتعمد الإلهاء بتتبع المشكلات الحياتية التى لا توازى عشر ما مرت به البلاد بين حربى عام سبعة وستين وثلاثة وسبعين، متناسية أن الثلاث والثلاثين سنة الماضية تم فيها حلب جميع ضروع الخير فى مصر حتى جفت، وتمت سرقة أموالها وكنوزها، ولم تعد كما قال المتنبى عنها منذ ألف سنة: نامت نواطير مصر عن ثعالبها .. فقد بشمن وما تفنى العناقيد. فقد فنيت عناقيد المال فى مصر وهانحن ندعو لمؤتمر اقتصادى لإنقاذها من التدهور.

أين رجال الأعمال الذين أثروا ثراء فاحشا من تراب مصر ومائها وهوائها؟، ولماذا لا يسعون فى حل المشكلات الحياتية التى تسببوا فى استفحالها بجشعهم ونظرهم إلى مصالحهم فقط؟ وأين القوى السياسية والأحزاب التى شاركت فى ثورة الثلاثين من يونيو؟ ولماذا تفتتت عراها بين يدى الانتخابات البرلمانية؟ وأين الإعلام من أولئك وهؤلاء بدلا من إلهاء الناس بالحديث عن المصالح الخاصة والمشكلات القديمة المتجددة؟

إننا فى حالة حرب شرسة مع الإرهاب الغاشم، والجميع يعرف ذلك، فلماذا لا نرتقى إلى مستوى الأحداث، ونصطف خلف جيشنا الباسل، حتى ينتهى من كسر شوكة هذا الإرهاب، وبعد ذلك نختلف ونتجادل لمصلحة وطننا، التى هى مصلحتنا جميعا؟!.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

للاسف عدم الثقه تزداد اتساعا بين مؤسسات الدوله والشعب والسبب يرجع للبطء القاتل فى حسم المشاكل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة