قال أبوحفص الثقفى رضى الله عنه، وهو من الأتقياء المشهود لهم بالصلاح: «من لم يزن أفعاله وأحواله فى كل وقت بميزان الكتاب والسنة ولم يتهم خواطره فلا تعده من جملة الرجال» هنا الرجولة هى الصلاح والاستقامة التى تعنى أيضًا إتقان العمل الدنيوى «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن عمله»، وتعنى أيضا المنفعة للغير «خيركم أنفعكم للناس».
وقال خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك فى ذكر الله وأن تحب للناس ما تحبه لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تقول خيرا أو لتصمت» وقال عليه الصلاة والسلام: «أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه».
وقال أهل البصيرة: إن أعدى أعداء الإنسان هى نفسه التى بين جنبيه التى تميل إلى الشح وحب الذات والنرجسية ثم الشيطان الملعون الذى ينمى الكبر والخيلاء ويجمل والأنانية، وهى كلها صفات كانت من أسباب طرده من الجنة ومن رحمه الله سبحانه وتعالى.
هذه الصفات المذمومة هى ذاتها التى كانت السبب وراء نزول العقاب بقارون «أن قارون كان من قوم موسى فبغى.....» وأنكر فضل الله عليه فى الثروة الطائلة التى أنعم الله بها عليه «فخسفنا به وبداره الأرض.... » إن الحلال بين والحرام بين وقلب المؤمن ملىء بالنور وبالحب لله سبحانه ولرسوله عليه الصلاة والسلام، فيستحى أن يغضب الله أو يحزن رسوله عليه الصلاة والسلام فيبتعد عن المعاصى الظاهرة أو الباطنة.