ترجمة جديدة صدرت لأعمال فرانز كافكا مؤخراعن دار العربى فى ثلاثة أجزاء، ضم الأخير ما أنجزه الشاعر والمترجم والمسرحى الراحل الدكتور يسرى خميس عن اللغة الألمانية، كان خميس ذواقا حقيقيا للأدب ومحبا للناس، ترجم قصصا لم تظهر فى ترجمات السورى إبراهيم وطفى، ولا فى ترجمات الفنان والمبدع المصرى الدسوقى فهمى، هى قصص تنتمى إلى عالم كافكا الكابوسى، الذى قال طه حسين عنه «عالم غريب، لا هو بالواقعى ولا هو بالوهمى، وإنما هو شىء بين الواقع والوهم يملأ النفس حيرة وشوقا وسأما وإلحاحا فى وقت واحد»، الكاتب التشيكى (1883 ـ1924) أثبت لماركيز أنه يمكن الكتابة بطريقة أخرى.
«أمام القانون» قصة خاطفة أتذكرها دائما وأنا أتحسر على ما آلت إليه الأمور، فيها يذهب فلاح لملاقاة القانون، يتوسل إلى الحارس أن يدخله لمقابلة القانون، وهو يقول له غير مسموح، وعندما سأله إن كان سيسمح له بعد ذلك؟ أجابه «هذا محتمل»، وأتى له بمقعد صغير واطئ بدون ظهر، القروى حاول كثيرا بكل الطرق دون جدوى، جلس على مقعده سنوات طويلة «وما عاد يعرف إذا ما كان الظلام قد حل أو أن عينيه لم تعد تميز الأشياء، لكنه يرى على طول الخط بريقا يتلألأ فى الظلام آتيا من أبواب القانون»، اكتشف الرجل أنه طوال كل هذه السنوات لم يطلب أحد الدخول إلى القانون سواه، وعندما تأكد الحارس أن الرجل العجوز يشرف على نهايته صرخ بأعلى صوته فى أذنه «هنا لا يمكن لأحد قط أن يدخل، فهذا الباب كان مخصصا لك وحدك.. سأذهب الآن لأغلقه».