يقول الراوى بصوت فخيم: «لا تعليق على أحكام القضاء»، وفى الجزء الثانى يقول نفس الراوى بصوت أكثر فخامة: «القضاء الشامخ عندنا».
يقول التعريف العلمى إن «الأسطورة» هى الحكاية ذات الأحداث الخيالية العجيبة الخارقة للعادة أو تلك التى تعبر عن وقائع تاريخية قامت الذاكرة الجماعية بتغييرها وتحويلها وتزيينها، وفى دراسة عن الأساطير أصدرتها دار المعارف البريطانية يتم تعريف الأسطورة بأنها شائعة أصبحت جزءاً من تراث الشعب الشفهى، وفى المعجم الوسيط تجد أن الأُسطورة جمعها أساطير والمقصود بها الحكاية التى ليس لها أَصل.
ليس مطلوبا منك التعليق على أحكام القضاء لكى يفهم الناس الأعراض الجانبية للحكم على أحمد دومة، وليس مطلوبا منك أن تهاجم القضاء أو تبحث عن فساد فيه أو تشكك فى استقلاليته لكى تفهم سر هذه السرعة فى القبض والتحقيق ومحاكمة دومة وماهر وعلاء سيف والحكم عليهم بالبقاء داخل السجن كل هذه السنوات، بينما قيادات الإخوان المحرضون والمفجرون والمخططون لتدمير البلد مازلت قضاياهم تسير بين أروقة المحاكم فى بطء مريب.
فى الوطن الذى يغضب مذيعوه ومثقفوه وأهل نخبته ورجال حكومته من حكام مباريات كرة القدم لأنهم يطبقون القانون بحذافيره ويفسدون المباريات المهمة بالقرارات القاسية ويدعون الحكام لتطبيق روح القانون، يقف نفس الشخوص بوجوه مكشوفة ساخرين ورافضين ومتهمين كل من طالب بتخفيف الحكم على دومة أو العفو عنه بالجهل والخيانة.
وبعيدا عن المصطلحات الصاخبة كتب القانون تقول بأن تفهم القاضى للواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى لزمن صدور الحكم ووضعه فى الاعتبار قبل النطق بالقرار جزء أساسى من نجاحه فى القضاء على كثير من العوارض والآثار الجانبية والأزمات فى مهدها.
وقبل أن تتهور وتعد السابق من الكلام دعوة للتدخل فى الشأن القضائى، وهدم استقلاله، لابد أن تدرك أولا أن المغزى هنا ملخصه يقول بأنه لا يمكن فصل الأحكام القضائية عن الظروف المحيطة بها لأن القاضى نفسه جزء من المجتمع، وهو أحرص الناس على استقراره، وواجب عليه أن يبحث فى فضاء القانون ولا يغفل الأخذ بما يحقق الاستقرار ويدفع شر الانقسام والغضب والاحتقان فى وطن ملتهب ولا يتحمل اعتصاما جديدا أو غضبا شبابيا آخر.
أن تطلب مراعاة القضاء للظرف السياسى والاجتماعى الراهن ليس عيبا ولا جريمة ولا انتهاكا لاستقلال القضاء الذى لا تملك أنت دليلا واحدا على عدم تعرضه مسبقا لذلك، ولا أعرف كيف تأتيك الجرأة على أن تطلب بصرخة عالية من الشيوخ والفقهاء وعلماء الدين أن يتعاملوا مع النصوص القرآنية والربانية بفهم ومراعاة للظروف الاجتماعية والاقتصادية والزمن الراهن قبل إصدار فتوى أو حكم شرعى، بينما تخشى وتخاف وتعده من الجهل والخيانة أن يطلب أحدهم من القضاة تفهم الظروف المحيطة بالقضية محل النقاش وطبيعة الظرف الراهن قبل إصدار الحكم، ألا تجد أنه من الغريب معايرة الشيوخ ووصفهم بالتخلف والتشدد إن لم يراعوا الظروف الراهنة قبل إصدار الفتاوى والأحكام الشرعية رغم أنهم يتعاملون مع نص إلهى، بينما ترفض إطلاق نفس أوصاف التشدد والتطرف على القضاة رغم أنهم يتعاملون مع نصوص قانونية بشرية؟
لا تنظروا تحت أقدامكم ولا تعبدوا الأوراق، هذا وطن لم يعد تفلح معه الحلول المستخلصة من كاتالوج قديم ومهترئ لم يصل بالسابقين منكم إلا إلى السجون والخلع والعزل.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الحق اين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود قرني
الأستاذ دسوقي "الوكيل بتاعه"
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
واحد حرق المجمع العلمى بأعترافه وأعتدى على الجنود والظباط وخاين لبلده عايزه يطلع براءه!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
الأستاذ على سيد المحامى بالنقض
بعد إعتراف دومة بضرب المولوتوف و أستهداف الضباط فأنه يستحق الأعدام شنقا..
عدد الردود 0
بواسطة:
المستشار سيد عبد القادر
سيادتك عايز قوانين و ديمقراطية على مقاس نشطاءك !! و هذا ما يرفضه الشعب المصرى ..
عدد الردود 0
بواسطة:
إيهاب عمر لطفي
لا وقت للتنظير الساذج
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد رجب
إلى رقم 2 الاستاذ محمود قرني