نطقت التماثيل فى تاريخنا الحديث مرتين: الأولى عندما حطمتها حكومة طالبان الغبية، والثانية حين أقدم تنظيم داعش على تحطيم التماثيل الآشورية فى الموصل!
فى 2001 تجرأت حكومة طالبان على تدمير تمثالى بوذا فى مدينة باميان الأفغانية، وفى 2015 اقتحمت مجموعة من تنظيم داعش متحف الموصل ودمرت محتوياته من منحوتات تعود إلى الحضارة الآشورية والآكادية التى كانت سائدة قبل ظهور السيد المسيح!
فى هاتين الجريمتين نطقت التماثيل وبكت، واستغاثت بالمجموعة الإنسانية لتنقذها من همجية أناس ظهروا خطأ فى القرن الحادى والعشرين، وفى هاتين الجريمتين رأينا كيف ينغلق العقل البشرى انغلاقا بائسًا ليصبح أضيق من ثم الإبرة!
ليس عندى ذرة شك واحدة فى أن الذين صنعوا داعش ودعموه بالمال والسلاح - أعنى أمريكا وحلفاءها - لم يتخيلوا أن هذا التنظيم سيحرجهم بهذا الشكل، وسيفضح مخططاتهم بهذه الطريقة السريعة الفجة، لذا سيضطر الأمريكان إلى التخلص من قيادات هذا التنظيم - بالتصفية أو بغيرها - وربما يعيدون تشكيله باسم آخر، لأن «داعش» صار اسمًا ذا سمعة مكروهة لا يمكن التصالح معه!
سقطت طالبان بعد أن دمرت تماثيل بوذا، وسينهار داعش بعد جريمته فى الموصل، ولكن السؤال الصعب: من أين أتى هؤلاء الجهلة بالأفكار التى تصدر أحكامًا بإعدام التماثيل؟ وكيف تخيل شخص فى زماننا هذا أن التماثيل قد تغرى أحدًا بعبادتها؟
لا ريب عندى فى أن كثيرًا من كتب التراث محشوة بأفكار تخاصم العصر، وتزعم أن الفنون حرام، وأن التماثيل قد تفتن الناس فيعبدونها مثلما كانت بعص قبائل شبه الجزيرة تفعل قبل ظهور الإسلام!
إن هذه الكتب ما زالت تطبع وتباع وتقرر فى المناهج، وما زال بعض المشايخ من السلفيين والأزهريين يحرمون الفنون والموسيقى والنحت والتصوير، ولعلك تذكر «الشيخ» المخبول الذى دعا إلى هدم الهرم، وكانت الفضائيات تستضيفه فى زمن مرسى وعصابته!
بصراحة.. إذا لم نقم بثورة فى الأزهر، فلن ننجو من أصحاب الأفكار المخبولة، فالأزهر أهم وأشهر مؤسسة دينية إسلامية فى العالم، وكثير من «علمائه» يعيشون فى العصور الوسطى!
طهروا الأزهر.. تنجو التماثيل وتتوقف عن البكاء!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة