دشن خبيرا، يمتلك أدواته بقوة، وعليم ببواطن جماعات الإسلام السياسى، وفى القلب منها، الإخوان، مقولة مفادها :«محاورة حجر من الجرانيت الصوان، أجدى وأنفع من محاورة عضو من أعضاء جماعة الإخوان».
تأسيسا على هذه المقولة التى لخصت، عقلية كل قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المغيبين، وقناعاتهم القائمة على منهج «السمع والطاعة»، فإن الدعوات التى تطالب الدولة بالمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية، والتى زاد صخبها سواء من الداخل أو الخارج، أمر يرفضه الشعب المصرى.
سيادة الرئيس، لا يمكن أن يثق المصريون من جديد فى جماعة تلوثت أيديها بالدماء، وارتكبت كل الجرائم، من قتل، وذبح، وحرق، وتخريب، وتفجير، وخيانة عظمى، وتشويه للدين، والبحث عن مغانم على جثة الوطن، ثم يخرجون عليهم «بفيلم هندى هابط» يحمل عنوان «إقرارات التوبة».
تراث، التوبة، ملىء بالغش والخداع، حيث أعلن قيادات الجماعات المتطرفة من قبل توبتهم، فى شكل ما أطلق عليه اصطلاحا «المراجعات الفكرية»، والتى تزعمها عبود الزمر، وطارق الزمر، وعاصم عبدالماجد وغيرهم، وأُعلن ذلك فى الصحف، وتضمنتها الكتب، وروجت لها الدولة، وكأنها نصرا وفتحا مبينا، ثم رأينا بأعيننا، وعايشنا بجوارحنا، ماذا فعل هؤلاء، على منصة اعتصام رابعة العدوية، وفى كل أبواقهم الإعلامية، من تحريض بالقتل والذبح والتفجير، وأظهروا وجوههم الحقيقية، وأن إعلان توبتهم، ما هى إلا خدعة، تمكنهم من الخروج من السجن، والعيش بعيدا عن الملاحقات الأمنية.
سيادة الرئيس، نفس السيناريو يُعاد تكراره بقوة، بواسطة المطرودين من صفوف جماعة الإخوان الإرهابية، من عينة مختار نوح، الذى أكد أنه استطاع أن يتوصل إلى قائمة تضم 193 تائبا، من عدة سجون، وأنه سيلتقى اليوم الأحد، اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، لتسليمه القائمة، تمهيدا للإفراج عنهم- رغم نفى وزارة الداخلية علمها بذلك- وهو ارتباك غريب وغير مفهوم.
مختار نوح أدلى أيضا بتصريح خطير، يؤكد فيه أنه بعد تقديمه لهذه القائمة، سيبدأ خلال الأيام القادمة فى زيارة الذين وقعوا على إقرارات التوبة فى سجن مزرعة طرة، مؤكدا أن المراجعات تشمل منهج السمع والطاعة الذى تعتمد عليه جماعة الإخوان، والتأكيد على خطورة هذا المنهج.
سيادة الرئيس، الشعب المصرى، يرفض «إعادة إعمار سمعة الإخوان»، وأن تجربة التوبة والمراجعات الفكرية، عبارة عن سم قاتل فى معسول الكلام، ومخاطر جسيمة، هدفها الرئيسى منح قبلة الحياة لهذه الجماعة، والإبقاء عليها جسدا يتعافى تدريجيا ومع مرور الوقت، للعودة من جديد واقتناص أنصاف الفرص، للإجهاز على مقدرات الأمور فى مصر. سيادة الرئيس.. لكم فى عاصم عبدالماجد وطارق الزمر.. لأسوة سيئة !!
دندراوى الهوارى
رسالة للرئيس.. المصريون يرفضون إعادة إعمار «سمعة الإخوان»!
الأحد، 01 مارس 2015 12:02 م