خلف ماسكات مصنوعة بعناية، وابتسامات مرسومة حول ما يظهر من وجوههم، فاجأوا الجميع بوجودهم فى الشارع، نفس المشاهد المحبوسة داخل شاشات السينما رسموها بين تفاصيل شوارع مصر ليفتحوا بابًا للبهجة والسعادة وأحيانًا الرسائل الإنسانية والاجتماعية، بملابس الشخصيات التى طالما تعلقنا بها من سبايدر مان، إلى بات مان، إلى "فلفل" وحتى الشخصيات التى ابتكروها بأنفسهم مثل "صانع السعادة" تمكنوا من مزج الفانتازيا والشخصيات الخيالية بأرض الواقع ليضعوا ابتسامة على وجه كل المشاكل التى قابلت المصريين طوال السنوات الماضية.
استيقظ رواد شبكات التواصل الاجتماعى فى بداية شهر ديسمبر الماضى لتفاجئهم صورة "سبايدر مان" بكل تفاصيله الدقيقة وهو يتجول فى شوارع المحروسة ويقف فى عربة المترو ويسابق الأتوبيس، وبعدها بساعات بدأت المواقع الإخبارية وقنوات التليفزيون تتابع القصة وتتحدث عن الشخصية الخيالية، التى جسدها فى الأصل "عاطف سعد" الذى يعمل "شيف" من منطقة بولاق تنفيذًا لفكرة المصور العشرينى "حسام عاطف".
عمل "عاطف" مع الشيف "سعد" حوالى 6 شهور لتجهيز الشخصية التى عملت على نقل معاناة المواطن المصرى بشكل ساخر من خلال شخصية أسطورية ومع انتشار التأثير تحولوا معًا إلى أداة للسعادة فى الشوارع وفى المدارس.
بعد أيام من ظهور "سبايدر مان" انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعى فيديوهات جديدة لظهور "بات مان" فى شوارع مصر، وبنفس السرعة انتشرت الفكرة والإعلان أن الرجل الوطواط جاء ليشارك صديقه العنكبوت المساحة فى شوارع مصر.
الفكرة كان يقف وراءها لاعب رياضة "الباركور" الشاب "عمرو سامى"،الذى عمل لفترة فى أحد مراكز الأطفال الكبيرة ثم قرر أن يخصص جانبًا كبيرًا من حياته لإسعاد الأطفال فى الشارع بعدد من الشخصيات المختلفة مثل "ماريو"، و"جاك سبارو"، وأخيرًا شخصية "باتمان".
يقول "سامى": حاولت أسعد الأطفال بكل الطرق ولم أجد أجمل من الشخصيات اللى بيحبوها وتعلقوا بها تبقى فى الشارع تسعدهم.
بجسده النحيل وابتسامته الواضحة قرر أن يصنع شخصية خاصة به تحت عنوان "صانع السعادة"، بملابس فن "المايم" أو "التمثيل الصامت" نزل للشوارع ليقدم عروضًا مجانية للجميع.
"شيتوس" هو طالب فى كلية آداب قسم فلسفة، والآن فى عامه الثالث، يحكى قصته مع فن المايم ويقول: القصة بدأت بعد دخولى مسرح جامعة حلوان بالصدفة وشدنى فن المايم وبدأت أتعلمه، وبعدها قررت استخدامه فى صناعة السعادة للناس فى الشارع، ومن وقتها وأنا صانع السعادة.
عجلة ثبت عليها ابتسامة مرسومة بعناية، مجموعة بالونات علقها فى الخلفية ليوزعها على الأطفال، كل تفاصيل شخصية "فلفل" التى لطالما طلت علينا من عالم سمسم احتفظ بها وهو ينزل إلى شوارع قريته "فاقوس" فى محافظة الشرقية ليصنع عالمه الخاص.
إسلام أبو هيبة، الشاب العشرينى، يروى لـ"اليوم السابع" بداية قصته ويقول: أنا أصلاً منجد لكن قررت أعمل حاجة تبسط الناس فى قريتى البسيطة، وبحلم أن كل واحد يحاول يسعد الناس باللى يقدر عليه.
ويتابع: شخصية فلفل تقريبًا كل الناس بيحبوها وعشان كده اخترتها واستخدمتها، ويا رب المرحلة الجاية اٌقدر أتحرك بيها فى أماكن برة القرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة