إسلام شريف طالب فى السنة الخامسة من التعليم الأساسى، عمرة 12 سنة ومشهور بين أصدقائه بالمرح وحب الحياة، هوايته الأساسية لعب كرة القدم ومثله الأعلى محمد صلاح لاعب تشيلسى الإنجليزى وفيورنتينا الإيطالى حاليا، لكنه لم يعد لديه مثل أعلى بعد اليوم، ولم يعد ليه مستقبل بعد اليوم، ولم يعد لديه حياة بعد اليوم لأنه فقدها على يدى مدرس فظ غليظ القلب.
إسلام شريف طالب السنة الخامسة الابتدائية مات داخل مدرسة شهداء بورسعيد بالسيدة زينب وتحول إلى أصغر وأحدث شهيد فى مدرسة الشهداء، لكن لماذا مات إسلام؟ هل كان يريد الموت؟ هل ذهب للمدرسة من أجل أن يموت مضروبا على رأسه بعصا المدرس غليظ القلب؟
من أعطى المدرس غليظ القلب حق تنفيذ حكم الإعدام فى إسلام شريف صاحب السنوات الاثنتى عشرة؟ أى قانون سماوى أو وضعى يعطيه الحق فى قتل طفل لم ير من الدنيا شيئا ولم يحصل على فرصته؟ من أعطاه حق إنهاء مستقبله ووأد أحلامه؟ من أعطاه الحق أن يحرق قلب أمه وأن يطعن كبد أبيه وإغراقهما فى الحزن الأسود حتى الممات؟ ومن أعطاه الحق أن يشعل نارا لا تنطفئ تتجاوز أسرة إسلام إلى طلاب مدرسة شهداء بورسعيد وحى السيدة زينب ووزارة التعليم بأكملها؟
ألم يصدر قرار سابق بمنع الضرب فى المدارس؟ ألم نقطع خطوات ملحوظة على طريق تحسين أوضاع المعلمين وإعادة العلاقة السوية بين الطلاب وأساتذتهم فى مرحلة التعليم الأساسى على وجه الخصوص؟ لماذا إذن تشهد مدارسنا حوادث القتل والاغتصاب وإحداث العاهات المستديمة للتلاميذ بأيدى المعلمين؟
ولماذا يصبح المعلم عندنا رسولا للموت والعاهات الجسدية والنفسية؟ لماذا يهتم بجمع المال على حساب القيم والأخلاق؟ ولماذا ينشر الخراب والدمار فى نفوس الصغار الذين يكبرون وبدلا من أن يشبوا علماء نابهين أو رياضيين نابغين أو مواطنين نافعين، يتحولون إلى كائنات كريهة متطرفة وقتلة يندرجون فى التنظيمات الإرهابية التى تكفر المجتمع وتزرع الموت العشوائى والقنابل فى الشوارع؟
الإجابة النهائية عند المدرس الذى قتل إسلام شريف.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة