يتحدث البعض عن «فلول نظام مبارك» باعتبارهم أصل الشرور، لكنهم فى نفس الوقت وبممارستهم يقدمون أعظم هدية لهؤلاء الفلول، ودليلى على ذلك ما يحدث فى تحالف «25 - 30» الذى شهد انشقاقا، ومؤتمر أعلن فيه النائب البرلمانى السابق مصطفى الجندى أحد أبرز مؤسسى الائتلاف استقالته منه ومعه المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر.
تكون تحالف «25 - 30» عقب ثورة 30 يونيو، وبالرغم من أن معظم قيادته سبق لهم التنقل من «تحالف» إلى «تحالف» ومن حزب إلى حزب إلا أنهم قدموا تحالفهم الجديد باعتباره المعبر الحقيقى عن الثورتين، وأكدوا أنهم سيخوضون الانتخابات البرلمانية وفقا لذلك، وأطلقوا تصريحاتهم الملتهبة ضد «الفلول» و«الإخوان»، وأصبح لـ«التحالف» مقرات، ومنسق، ومتحدث، وأعضاء يعنى الحكاية كان شكلها جد، فماذا حدث حتى يتحول كل الموضوع إلى فرقعة «بمب»؟.
ليس خافيا على أحد أن انضمام «مصطفى الجندى» إلى قائمة «فى حب مصر» فجر الخلافات داخل «التحالف» ثم الانشقاقات الحالية، والمثير أن «الجندى» يبرر ما فعله بأنه تلقى اتصالا من اللواء سامح سيف اليزل ومحمود بدر، وانضم بعدما تأكد من عدم جود فلول نظام مبارك فى القائمة، وهذا كلام يمكن توصيفه بأنه «شبه الكلام»، فالدكتورة لميس جابر المرشحة على القائمة من أكبر أعداء ثورة 25 يناير وأكبر مؤيدى نظام مبارك، وفى القائمة أيضا النائبة السابقة جمالات رافع، نائبة دائرة طوخ بمحافظة القليوبية عن الحزب الوطنى والتى رعتها «سوزان مبارك»، بالإضافة إلى أسماء أخرى فى القائمة معروفة بالتطبيع مع إسرائيل.
وبقدر ما يعبر هذا المنطق عن الاستخفاف بعقولنا، واستغفال المصريين، فإن ما حدث فى «25 - 30»، يدل على أن التكوينات السياسية التى تتم دون رؤية مستقبلية واضحة وتشخيص صحيح للواقع، وتتم دون توافق فكرى وسياسى أكيد ومحقق يكون مصيرها الفشل، وبطريقة وبأخرى تعود الفائدة إلى هؤلاء الذين يريدون العودة بمصر إلى الوراء، والفلول فى المقدمة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
التحالف رايح جاى وفقا لموقع الشمس ومكان الطراوه
بدون