وما ذنب «حور العين» حين يفاجئن بقدوم قاتل أطفال الإسكندرية محمود رمضان، الذى قال بالفم المليان قبل إعدامه: إنهن فى انتظاره، وكأنه كان متأكدا من أن مثواه الجنة ينعم فيها مع الأبرار والصديقين، مع أن جريمته البشعة كفيلة بأن تدخله وجماعته النار، لأنه ليس قاتلا ومجرما وسفاحا فقط، بل «داعشى» القلب والعقل والضمير، ولم تتحرك مشاعره قيد أنملة وهو يطارد الأطفال بالعلم الأسود ولحيته السوداء، فى مشهد يشبه أفلام الرعب، ويرميهم من أعلى.. وأتصور أنهم ماتوا ذعرا من هجومه الهمجى، وهو يمسك بتلابيبهم بمنتهى القسوة والبطش والجبروت. الأكثر سوءا أن جماعته اعتبروه شهيداً، وخرجوا يشيعوه لمثواه الأخير بالمئات، مع أنه اعترف بجريمته لقناة «العربية»، وقال بالحرف: إنه يطلب حكم الإعدام وسيقول ذلك للنيابة، فكيف يكون شهيداً من يروع ويقتل ويكسر عظام أطفال صغار، وهل يصدق فعلا تخاريف جماعته الإرهابية التى تروج أكذوبة «قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار».. ولماذا يستخفون بالعقول، ويشيدون جسورا من الكراهية بينهم وبين جموع المصريين، الذين سالت دموعهم دما، وهم يشاهدون فيديو قذف الأطفال الذى لا يقل بشاعة ودموية عن ذبح المصريين فى ليبيا، حين يساق بشر لا حول لهم ولا قوة إلا بالله إلى الموت، مسلمين أمرهم لخالقهم.
كنت أتصور أن تتبرأ هذه الجماعة الإرهابية التى تتدعى السلمية من جريمة محمود رمضان، وأن تعتذر للشعب المصرى وتكفر عن ذنوبها، لكن حدث العكس وأثبتوا أنهم يمضون فى طريق العنف والإرهاب إلى نهايته، ولا يعنيهم بحور الدماء وسقوط الضحايا الأبرياء، هم فقط يريدون مصر إمارة يحكمونها بالحديد والنار والسيف، ويستبيحون ثرواتها ويستعبدون شعبها، تحت شعارات دينية زائفة، وتفضح إرهابهم وتدمغ جماعتهم بالإرهاب الممنهج. هم يخدعون أنفسهم إذا صدقوا أن قنابلهم القذرة نوع من الجهاد، لأنهم يقتلون مصريين مسلمين ومسالمين، يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة ويصومون رمضان ويحجون البيت، ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ما الفرق بين محمد الموزى، سفاح داعش الذى ذبح المصريين على شواطئ ليبيا، وبين محمود رمضان قاتل أطفال محرم بك بالإسكندرية؟ وكما يعتقد الموزى أن «حور العين» فى انتظاره، يظن رمضان كذلك.. وكأن مفاتيح الجنة أصبحت ملكا للقتلة والسفاحين، و«حور العين» ترتدى ثيابا ملطخة بالدماء فى عرس المقتولين خسة وغدرا، مع أن كل علماء المسلمين المشهود لهم بالعلم والحكمة، يؤكدون أن جهنم فى انتظارهم، وفى الدرك الأسفل.
آن الاوان أن يستنهض المجتمع تعاليم الإسلام الصحيحة، ليس من أجل تبرئة الدين الحنيف من جريمة رمضان وجماعته الإرهابية، ولكن لتحصين آلاف الشباب المهيئين للوقوع فى مصايد الشياطين، وأدعو مشايخنا الأجلاء فى برامج التوك شو الدينية، التى تجرى وراء الإثارة والفتن إلى أن يوقفوا ماراثون التدليس والملأة والنفاق، وأن يعظموا الخطاب الدينى الصحيح الذى يدحض الخرافات وينمى ملكة العقل والتفكير، وليس بالخطب الإنشائية والمواعظ اللفظية، التى يدير لها الشباب ظهورهم، ولنبدأ مثلا بقضية امتلاك مفاتيح الجنة والنار والثواب والعقاب و«حور العين»، وغيرها من موروثات الخداع البعيدة عن الإسلام ومقاصده ومراميه.. فالجنة ليست إمارة إخوانية يرسلون إليها أهلهم وعشيرتهم وسفاحيهم، والنار ليست لأعدائهم، ولا أظن أن محمود رمضان هو عريسهم السفاح إلى «حور العين».
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ما ذنب النباتات