قل ما شئت عن نجاح المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى مدينة شرم الشيخ، وحمل شعار "مصر المستقبل"، لكن وجب عليك أن تدرك الرسائل السياسية التى بعث بها هذا المؤتمر فى الداخل والخارج، والتى يمكن أن تكون أولها تلك التى حملها مكان إقامته فى مدينة شرم الشيخ بسيناء، وهى شبه الجزيرة التى تجلت فيها حرب مصر ضد جماعات الإرهاب، أى أن المؤتمر بمثابة إعلان رسمى لانتصار مصر على إرهاب خفافيش ظلام سنوات مضت وجب علينا سواء مواطن أو مسئول، استخلاص الدروس منها حتى لا تعود ونستطيع أن نبنى بلادنا ونجعل الأحلام واقع نعيش فيه.
وفى واحدة من رسائل المؤتمر الاقتصادى السياسية، أغلق الباب أمام أى قوى سياسية أو إرهابية فى الداخل والخارج ممن اعتادوا الاصطياد فى الماء العكر والتشكيك فى شرعية النظام المنتخب والمعبر عن الثورة بشكل أو بآخر، وذلك بتعليق أخطاء المجتمع والسنوات الماضية فى رقبة النظام الحالى حتى وإن كان منها النظام "برىء"، متعمدين تناسى الواقع ودورهم فيه والظروف التى مرت وتمر بها مصر.
وهناك رسالة أخرى من رسائل المؤتمر الاقتصادى فى الشأن السياسى الداخلى والتى يجب أن يستلمها قادة ورؤساء الأحزاب جميعها، لأنهم إذا أعادوا الذاكرة قليلاً لعلموا أنهم ساروا خطوات كبيرة ووصلوا إلى ما لم يكن يتوقعونه لأنفسهم على الساحة السياسية، حتى وصل بهم الأمر وبأحزابهم إلى العودة للوراء كثيرًا ليصلوا إلى صورة قريبة مما كانت عليه صورتهم قبل 25 يناير، وهذا لم يكن وليد صدفة بل يقف وراءه الكثير من الأسباب أولها وأهمها اختفاؤهم من الشارع والبعد عن المواطن رغم أية مبررات منهم ويجب عليهم وضع الإنقاذ أمام أعينهم ليكتشفوا حقيقة وضعهم الحالى الذين باتوا داخل "الكرتونة" ليس لهم تأثير على الواقع.
ورسالة جديدة ضمن رسائل المؤتمر، يجب أن تكون لشباب الثورة الذين كُتبوا فى واحدة من صفحات تاريخ وطن عملاق تاريخيًا وحضاريًا، أن يجعلوا من الثورة واقعًا يعيشون فيه وله، وليست "كلام" يقال ويُحكى فقط، لذا يجب أن نعيش "العهد الجديد" بالعمل وبالعمل وحده يمكن للثورة أن تعلن انتصارها فى ميدان جديد سواء كان اجتماعيًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا، "اعملوا من أجل مصر" لان التمكين يجب أن تحصلوا عليه بالعمل والعلم وليس بـ"لى الذراع" أو البكاء مثل الأطفال الذين لا يصدقون لأنهم لا يعملون.
ولمؤسسات الأمن فى مصر رسالة من المؤتمر الاقتصادى أنهم أثبتوا للعالم أجمع أن مصر آمنة وشاركتم فى استقبال ضيوف مصر وتوفير كل ما يلزم لأمنهم وسلامتهم، خاصة أن الجميع شاهد بعينه على كفاءتكم ووطنيتكم، وجب علينا أن نشد بأيدينا فوق أيديكم ونثق فى أنفسنا لنجعل الأمن الذى شهدته شرم الشيخ فى كل مكان وكل "شبر" من أرض الكنانة، لتقودوا بمؤسساتكم قاطرة مؤسسات الدولة فى أحداث التغيير الذى نادت به مصر فى ثورتها ولنسعى جميعًا أن يعم الأمن والأمان فى المحروسة مصر.
والرسالة الأخرى خاصة بالنخبة المصرية فى كل الميادين سواء كانت ثقافية أو غيرها، نريد نخبة حقيقية تعلم التزاماتها تجاه المجتمع وأبناء الوطن وتفرز عن جيل يعيش الثورة فنيًا وسياسيًا واجتماعيًا، لنرى جيل نتمناه امتدادًا لجيل ثورة يوليو الذى ضم فى كشف أسمائه كبارًا كُثر فى كل المجالات ومن لا يعلم عن هذا الجيل الكثير فإنه لا يعلم الكثير عن تاريخ مصر الحديث، فليس هناك تشكيك فى وجود "كبار" فى صفوف النخبة، إلا أنا ما يريده الجميع ثورة فى تلك الصفوف تعبر عن مصر الثورة ومستقبلها.
وفى نهاية الرسائل السياسية التى يمكن أن يبعثها المؤتمر الاقتصادى، رسالتين واحدة لكل من قدم نفسه لشعب مصر مرشحًا عن أحد مقاعد البرلمان المقبل، الذى يجب أن يعلم الجميع أن شعب مصر لا يريد مرشحًا كما كان فى الماضى القريب، ويبحث عن برلمان قوى يكون بالفعل برلمان الثورة، يضع يدًا من يديه فى يد الشعب والأخرى فى يد مؤسسات الدولة وذلك ما يجعلنا فى حاجة لنائب يخدم ويشرع من أجل مستقبل الجميع ينتظره.. وأخيرًا رسالة للتليفزيون المصرى والقائمين عليه، بأن ينظروا إلى أنفسهم وإلى الفضائيات المصرية أو العربية ليكتشفوا معنا الفارق الكبير بين كلتا الشاشتين، وهذا ما يجب التأكيد عليه أن نعيش الثورة فيما نراه فى كل ما يقدم على شاشات التليفزيون الوطنى المصرى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة