الرسالة وصلت واضحة وقوية ومدوية من شرم الشيخ إلى كل أرجاء العالم وإلى كل من يهمه الأمر فى واشنطن وأنقرة والدوحة وطهران، الرسالة وصلت بأن مصر مازالت هنا صامدة قادرة شامخة لا تنكسر أو تنهزم أبدا، مهما بلغت الصعاب والمخاطر ومؤامرات الليل ومخططات الوهم، الرسالة وصلت بأن مصر هى وتد الخيمة الذى لن يتركه الأشقاء العرب والأصدقاء والشركاء الحقيقيون فى أفريقيا وآسيا وأوروبا ينهار، فينهار الجميع معه وتذهب ريحه.
لحظة التحدى والثقة فى الله وفى الذات المصرية والعربية كانت واضحة من فوق منبر مؤتمر شرم الشيخ بأن مصر القوية قادرة على حماية أمتها العربية وقوة العرب من قوة مصر، وحياة مصر فى التفاف أشقائها حولها، وهذا ما سمعه الجميع داخل القاعة التى ضجت بالتصفيق مرات ومرات مع كلمات الرئيس السيسى والأمير مقرن، والشيخ محمد بن راشد، والرئيس أبومازن، الرائعة وفى وجود جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى، الذى رأى بعينيه وسمع بأذنيه صرخة مصر والعرب فى وجه أعداء الشقيقة الكبرى وتأكد له فى مؤتمر بهذا العدد من الحضور والرؤساء أن مصر على حق، وأن ما يحدث على الأرض هو إرادة شعب ضد قوى الظلام والاستبداد والإرهاب.
شكرا لكل الأشقاء العرب الذين أكدوا أن وحدة المصير والدم والعروبة ليست شعارات وأقوال، وإنما واقع وحق، الكلمات جاءت معبرة تماما عن الموقف التاريخى للأشقاء، فنالت من التصفيق الكثير، والتف الجميع إلى كيرى ليشاهدوا ردة فعله الصامت على المشهد أمامه، وتيقن أن واشنطن تسير فى الاتجاه الخاطئ، وأن رهاناتها ضد مصر فشلت أو كادت أن تفشل.
الرسالة وصلت والسهم أصاب مقتله، والمسألة الآن تتوقف علينا بأن نبدأ مرحلة جديدة من العمل والكفاح، وبذل العرق والجهد للاستفادة مما حققناه فى المؤتمر، فالحلم لن يتحقق فقط بالمساعدات، وإنما بالعمل والإنتاج وعدم إضاعة الوقت لإنجاز ما نصبو إليه، نحتاج إلى خطاب يوقظ فينا مشاعر الهمة والاستنهاض للعمل، وليس التواكل والاعتماد على ما سوف يأتى فقط.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة