النجاح الكبير الذى تحقق فى المؤتمر الاقتصادى العالمى بشرم الشيخ، يثبت لجميع الفرقاء السياسيين فى الداخل أن لدينا قيادة سياسية تفكر وتعمل لخلق واقع جديد أفضل من رحم أصعب الأزمات، وهو ما يجعلنا جميعاً نطمئن إليها ويدفعنا للتعاون معها ومساعدتها على إكمال رسالتها، كما يجعل من مناوءتها ومحاولة عرقلة خططها التنموية والسياسية خيانة للبلاد وتفريطا فى مصالحها العليا.
القيادة السياسية نجحت نجاحاً مبهراً فى جذب العالم أجمع ليلتف حول مصر المتسهدفة أمنياً واقتصادياً وسياسياً، مصر التى يراد لها أن تتحول إلى مجتمع الفوضى والحرب الأهلية وطوائف التخلف، حتى ينفرط عقد الدول العربية بأسرها، مصر التى كان بعض الفرقاء فى الداخل قبل الأعداء الهاربين فى الخارج يتصورون أنها لن تقوم من كبوة الإرهاب.
الآن ثبت للقاصى والدانى أن قيادتنا تفكر وتجتهد وتستطيع أن تحمى شعب مصر وأمنه، كما تستطيع أن تنطلق به إلى آفاق جديدة من الحلم والتنمية والمستقبل الأفضل بإذن الله، فماذا ينقصنا؟
ينقصنا أن نعرف أولوياتنا، فنحن نحارب الإرهاب الأسود وجماعة الإخوان التى استطاعت تكوين شبكات دولية عبر العقود الماضية والتعاون مع أجهزة المخابرات الكبرى فى العالم، حتى تصل إلى هدفها بتكوين حكومات تابعة تبدو وكأنها تحقق الخلافة الإسلامية المنشودة، بينما هى تحقق هدف الغرب الاستعمارى فى تعميق التخلف العربى وتقوية قبضته. فى السيطرة على مقاليد بلادنا العربية، خاصة الثروات الطبيعية ومفاتيح الاقتصاد.
أولوياتنا أن نتحد جميعاً من مختلف القوى السياسية خلف قياداتنا المجتهدة، الحكيمة، ونرتفع فوق المصالح الشخصية. أولوياتنا خارج السلطة ألا نعتبر المعارضة ديناً وعقيدة، وألا نتصور السلطة القائمة عدواً، فهذا التفكير القديم لا يصلح للمرحلة المقبلة التى من المفترض أن يقوم كل طرف، سواء فى السلطة أو خارجها بدوره فى خدمة القضية الوطنية من مكانه وموقعة، لا أن تحترف الأحزاب السياسية المعارضة المطلقة حتى تجد نفسها دون أن تدرى فى خندق الإخوان الإرهابيين فتأخذها العزة بالإثم، بينما شياطين الإرهاب يضحكون من وراء الستار!