لا يحتاج المؤتمر الاقتصادى للكثير من الكلام ليتأكد المصريون أنهم يصنعون حدثا مهما سيكون له تأثيرات مهمة على المستقبل، ويكتشفون أن الدولة تتحرك وتخطط وتقدم نموذجا فى الإدارة الناجحة، والطبيعى للمواطن أن يطرح أسئلة حول ما يمكن أن يقدمه المؤتمر لمستقبله ومستقبل أبنائه، وليس مطلوبا من الناس أن تمدح أو ترفض، وإنما أن تعرف، ولو كان لدى البعض تساؤلات فعليهم أن يطرحوها، كمواطنين يريدون أن يعرفوا، وليس من منظور الأعداء.
وقد جاءت ردود فعل عواجيز المؤتمر محفوظة خالية من العقل والمنطق، من حيث استبق خبراء الغبرة الأمر وأثاروا الاكتئاب والتوجس، بينما هددت جماعات الإرهاب بمشتملاتها، بالتفجيرات والإرهاب، فيما جلس بعض النشطاء المغيبين على الخط، يهمهمون ويبغبغون بلا علم ولا معرفة، وقدموا كلاما خشبيا وتحليلات محنطة، تخاصم العقل وتنتظر السيئ خالطين بين ما يريدون وما هو واقع بالفعل، وجاء المؤتمر ليطيح برؤى عواجيز التواصل، والفضاء التركى.
كانت كلمة الرئيس السيسى فى افتتاح المؤتمر واضحة، مصر تتوجه للعالم وتنفتح وتبذل جهدها من أجل التنمية والتقدم، وكانت كلمات الزعماء العرب فى مساندة مصر واضحة، وقدموا الدعم ووعود الفرص الاستثمارية، ولم يكن تسولا كما حاول محللو الكآبة الرهان، فقد كانت العقود الاستثمارية عشرات أضعاف المنح والمساعدات.
وبالرغم من مشاركة وفود من نحو 100 دولة، و25 منظمة إقليمية ودولية، فقد تمت دعوة الدول العربية الأفريقية، المغرب وليبيا وتونس، وأيضا الصومال، وغينيا، والكونغو، وموزمبيق، وبوركينا فاسو، وأفريقيا الوسطى، وجزر القمر، وتشاد، وليبيريا، والنيجر، وسيراليون، وبوروندى، وهى دول بعضها أفقر منا، لرسالة واضحة بأن مصر شركاء أفريقيا وبوابتها، وأن مصر ترتبط بعمقها الأفريقى، ولن تتخلى عن أفريقيا، فضلا عن إثيوبيا التى كانت كلمة رئيس وزرائها هيلا مريام ديسالين للسيسى: «تعرف سيادة الرئيس أننا اختارنا السباحة سويا»، وهى كلمة أثارت ابتسامة من السيسى، لأن الرئيس هو قائل عبارة، علينا أن نختار أن نعوم معا، فى لقائه مع رئيس وزراء إثيوبيا قبل شهرين، يعنى التعاون بين دول حوض النيل فائدة للجميع وليس صراعا.
نجاح المؤتمر أطاح بالكثير من هلاميات تحاليل أعداء مصر، ومعهم بالطبع جماعة الإخوان بمشتملاتها من إرهابيين متقاعدين أو مرضى «السفلس السيسى» وهو مرض معد.
كانت الجماعة تراهن على فرقعات صبيانية، وقناة الجزيرة وقنوات تركيا تروج لعنف، وأعلن إرهابى سابق أن المؤتمر لن ينعقد، لكن فشل المفجرين صدم جماعة تركيا التى أصبحت تعلن بوضوح معاداة الشعب وليس القيادة.
نجح المؤتمر ليس فقط سياسيا واقتصاديا، وإنما أيضا كشف عن مرض سياسى مزمن لعواجيز الفرح وندابات الفضاء الهلامى.