الشرقاوى: الصدفة تلعب دورا فى روايات أحمد مراد وشخصياته تتأرجح بين التاريخى والمتخيل

الإثنين، 16 مارس 2015 04:22 م
الشرقاوى: الصدفة تلعب دورا فى روايات أحمد مراد وشخصياته تتأرجح بين التاريخى والمتخيل أحمد مراد
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى أن شخصيات الكاتب أحمد مراد تتأرجح بين التاريخية الواقعية، والمشابهة لشخصيات معروفة فى الواقع، وبين شخصيات متخيلة مرسومة بعناية، لكن موضوعاته تبقى تتأرجح بين التاريخى والمتخيل، وتلعب الصدفة فى هذه الروايات دورًا مهمًا فى حركة الأحداث.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم، وتحدث فيها كل من حسين عيد عن الإطار كتقنية للشكل الروائى، والكاتب صبحى حديدى متحدثًا عن مرثيات الإسكندرية ومروياتها، وعبد الرحمن الشرقاوى متحدثًا عن الراوى والتاريخ والصدفة فى روايات أحمد مراد، ومنى إبراهيم وتناولت فى دراستها الشخصيات الثانوية بين التهميش والترميز، والناقد الدكتور هيثم الحاج على وتناول تقنية الكتابة الروائية، وأدار الجلسة نبيل سليمان.

وتناول حسين عيد فى دراسته مقارنة بين روايتى "الجبل" للكاتب المصرى فتحى غانم ورواية "امرأة فى الرمال" لليابانى كوبو آبى، حول استخدام تقنية الإطار فى رسم الشكل الفنى لكل منهما، وكيف تأثر بتجربة كل منهما بالواقعية، مع تقصى كيف جرت عملية إبداع كلتا الروايتين، وكشف ما ترتب عليها من آثار.

أما الكاتب صبحى حديدى، فقدم دراسة بعنوان مرئيات الإسكندرية ومروياتها: ثلاثة أساليب وخمس مدن، أشار فيها إلى أن الإسكندرية حظيت بجاذبية عالية لدى أجيال مختلفة من الروائيين المصريين، فتحوَّلت جغرافيتها إلى ميدان سرد فسيح متشابك، ومتقاطع؛ حتى أن أحياءها الكبرى، وربما بعض شوارعها أيضًا، اتخذت صفة الشخصيات الروائية، والأنماط الإنسانية العليا.

وقال صبحى حديدى من جانب آخر، كان طبيعيًا أن تصبح الرحابة الكوزموبوليتية، التى تمتعت بها المدينة، على مرِّ التاريخ فى الواقع، بمثابة حاضنةً خصبة لاستيلاد تمثيلات ثقافية وسوسيولوجية، واستنهاض خلفيات تاريخية وأنثروبولوجية، لا تتجاور مع المخيلة الروائية، فحسب، بل تتنافس معها أحيانًا.

ورأى صبحى حديدى أنه إذا كانت التمثيلات والخلفيات، تلك، قد كفلت استدراج مشهد الإسكندرية الزاخر، البشرى والمعيشى، الظاهر والباطن، المادى والمجازى، ضمن المستويات المتعدِّدة والتعدُّدية التى تتخذها مرئيات المدينة؛ فإنَّ السرد، فى المقابل، التقط المرويات الغزيرة التى ظلت تعتمل فى باطن الإسكندرية العميق، فروى حكاياتها وشخوصها ورموزها وأساطيرها، وكذلك اجتماعها السياسى، وأفلح فى ترقيتها إلى مصافِّ سردياتٍ كبرى، وكونية استطرادًا.

وقال صبحى حديدى إن البحث يسعى إلى استقراء هذه المعادلة، من خلال ترسيم خمسة وجوه للإسكندرية: مدينة الهوية، مدينة الذاكرة، مدينة المنفى، مدينة القرية، ومدينة الأسطورة؛ وعبر استكشاف ثلاثة أساليب، لثلاثة روائيين: إدوار الخراط، فى "ترابها زعفران"، "إسكندريتى"، و"يا بنات إسكندرية"؛ إبراهيم عبد المجيد، فى "لا أحد ينام فى الإسكندرية"، و"الإسكندرية فى غيمة"، و"طيور العنبر"؛ ونائل الطوخى، فى "نساء الكرنتينا".

وقال عبد الرحمن الشرقاوى مع مطلع القرن الحادى والعشرين، برز اسم الكاتب أحمد مراد باعتباره كاتبًا روائيًا ناجحًا ومتميزًا، وحققت رواياته الصادرة خلال أقل من عشر سنوات رواجًا ونجاحًا كبيرين، وقد تحولت أعماله من شكلها المقروء إلى صور مرئية أخرى عبر الشاشتين الصغيرة والكبيرة.

وأضاف عبد الرحمن الشرقاوى: تدور أحداث الروايات الأربع لأحمد مراد فى أماكن مختلفة من المدينة الكبيرة – القاهرة – وبين أشخاص من خلفيات متنوعة، لكنها تتفق فى طبيعة الراوى الذى يحيط بكل تفصيلات المشهد وخلفياته وتاريخ كل من فيه. كما أن هذا الراوى يتلاعب بقرائه وبما يرويه لهم. كما أن موضوعاته تبدأ من التاريخ لكنها تنتهى دومًا فى العصر الحاضر، هذا باستثناء روايته الأخيرة "1919".

ورأى عبد الرحمن الشرقاوى أن شخصيات أحمد مراد تتأرجح بين التاريخية/ الواقعية، والمشابهة لشخصيات معروفة فى الواقع، وبين شخصيات متخيلة مرسومة بعناية، لكن موضوعاته تبقى تتأرجح بين التاريخى والمتخيل، وتلعب الصدفة فى هذه الروايات دورًا مهمًا فى حركة الأحداث بحيث تحتل مكانًا مهمًا من الحبكة ومن تغيير مسار الأحداث لأكثر من مرة فى الرواية الواحدة. إنها تمثل دور الكشف الذى يغير فى الشخصيات أيضًا. وللصدفة فى الأعمال الأدبية دور خصوصًا فى الأعمال التى تتزامن مع لحظات الصراع الكبيرة فى القرنين الأخيرين.

وقال هيثم الحاج على إذا كان من المستحيل تصور نص سردى دون تصور للصوت الذى ينتجه، فإن هذا الصوت يمكنه أن يؤدى دورًا مهمًا فى بناء تصورات واضحة عن هذا النص، بوصفه آلية الإنتاج الأهم، وبوصفه العامل الذى يشارك فى صنع البيئة الخاصة لهذا النص السردى، وبناء رؤية.

وناقش هيثم الحاج على التحولات التى طرأت على مثل هذه الرؤى من خلال روايات الأصوات، والروايات التى تتداخل فيها ضمائر السرد بوصفهما أهم تقنيتين تم تطويرهما فى المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الرواية العربية، مع محاولة استكشاف الأسباب الجمالية والاجتماعية والثقافية المؤدية إلى هذه التطورات.

وقدمت منى إبراهيم فى دراستها مقارنة للدور الذى تلعبه الشخصيات الثانوية فى روايتى "الحرام" لـ"يوسف إدريس"، و"آمال عظيمة" لـ"تشارلز ديكنز" حيث تقدم الروايتين مجموعة ثرية ومتنوعة من الشخصيات الثانوية يتفنن كلا الكاتبين فى خلقها، وتركز الورقة على الفرق الكبير فى استخدام إدريس المتميز للشخصيات الثانوية، دون وجود ما يسمى بالشخصيات "الرئيسية" فى نظريات الرواية الحديثة، لتقديم تلك الشخصيات فى ضوء واقع اجتماعى يحاول وقتها أن ينتصر للمهمشين فى مرحلة ما بعد ثورة يوليو.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة