حتى النظر بتواضع للمؤتمر الاقتصادى، يؤكد أن نجاحا يتحقق على أرض مصر بشكل فاق التوقعات، وأجاب على أسئلة بعضها كان تشكيكا فى إمكانية عقده أو حجم الحضور ونوعيته، فضلا عما يمكن أن يتحقق من مكاسب سياسية أو اقتصادية.
وهى مكاسب واضحة، ومفاجآت منها العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، التى كانت مطلبا من عقود للخروج من زحام عاصمة أصبحت تعانى من الإرهاق والزحام، وفشلت معها الحلول الموضعية والتوفيقية.
وبالطبع كانت فكرة العاصمة من مفاجآت المؤتمر، ومن الواضح أنها لم تكن وليدة يوم وليلة وإنما نتاج تفكير، بدت مثل مشروع قناة السويس الجديدة، نتاج تفكير وخبرات واستشارات ودراسة.
كل هذا يعطى ثقة فى وجود مؤسسة رئاسة تعمل من دون ضجيج، وتستمع للآراء وتدرسها.
هناك روح جيدة، وأدلة على أن هناك إمكانية لتحقيق خطوات مهمة بأيدٍ وأفكار مصرية. ولهذا كانت تأثيرات المؤتمر مبهجة للمصريين ممن يفرحهم أن يروا إنجازا على أرضهم.
هناك بالطبع أسئلة مطروحة ستجيب عنها الأيام المقبلة حول تحويل هذه الإنجازات لفعل على الأرض، وهو ما يمثل اختبارا فى الإرادة، وكيف يمكن أن يستمر العمل بنفس الروح.
هناك أسئلة مشروعة يطرحها الخبراء ممن ذاكروا الأمر وفهموه، هناك وجهات نظر اقتصادية واجتماعية يمكن تفهمها. المواطنون العاديون يشعرون بفرح ويستبشرون بنتائج هذا المؤتمر الذى يمكن أن ينعكس عليهم وعلى أبنائهم فى صورة تنمية وفرص عمل، ويعرفون أن هذه المشروعات بالمليارات، سوف تنعكس فى صورة فرص عمل وحركة للشركات، كما أنها ستوفر الطاقة والبنية الأساسية لأى استثمارات قادمة.
لكن حول هؤلاء هناك بعض «كبار الجهابذة» ممن يفهمون الكفت ويعرفون أصول السياسة والاقتصاد وقراءة الطالع، هؤلاء أنواع منهم من يعيش فى كوكب آخر، وراهن على فشل المؤتمر، وعندما نجح أصر على موقعه، يعيشون خارج العالم، ومنهم من يرهقه أنه خارج الصورة، فيستمر فى الحوقلة والبغبغة متوقعا الفشل، ولما نجح المؤتمر واصل أصحاب نظريات العكننة السياسية مسيرة الكلام المحنط والنظريات الفاشلة، يتصورون أن الثورة تعنى انتزاع الأمل والتعالى على الشعب، وطرح كلام خشبى محنط من بقايا الأيديولوجيات المنقرضة. ومعهم من أغلق مخه واكتفى بما يصبه قيادات عنبر العقلاء وجماعة الهاربين المتربحين، من تجار الغباء. ومعهم مشتاقون جهابذة، شككوا فى البداية، ثم عادوا ليطرحوا أسئلة عن جدوى العاصمة الجديدة، وهم ممن كانوا ينادون بها. ويسألون ليس من باب المعرفة ولكن ما باب الادعاء، والبغبغة. مستمرون فى عنبر العقلاء فى فضائيات تركيا، أو فى مواقع التواصل المجمدة.