بعيدا عن لغة الأرقام التى سيطرت على مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، وما تمثله من أبواب خير للشعب المصرى فى السنوات القادمة، إلا أن عشرات الرسائل الهامة التى تستحق منا الوقوف عليها بمزيد من القراءة المتأنية.
1 - رسالة الشباب على المنصة فى مشهد الختام بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى تكرار لمشهد إطلاق مشروع قناة السويس، وفى تطبيق واضح لكلمة الرئيس فى المناورة «بدر»، عندما صاح بصوت عالى: «أنا عايز الشباب يساندونى، هم الأمل الحقيقى، هم الطاقة، هيخدموا البلد أكثر من أى حد»، ومشهد الشباب حول الرئيس تم إخراجه ببراعة شديدة، خاصة مع صورة السيلفى الأخيرة وعدم التزامه بالنص المكتوب.
2 - رسالة الحلم المصرى، وهى رسالة ربط الشعب المصرى بحلم دائم، ويتجسد فى العاصمة الإدارية الجديدة، سواء تم تنفيذها فى الوقت المحدد أو طال الأمر، ولكنها تبقى حلما إيجابيا، لمستقبل أفضل، يعكس دلالة أهم عن أن البلد بها رجال يخططون للمستقبل، يفكرون فى «بكره»، ينشغلون بما هو أفضل لابنك وابنى.
3 - رسالة التفكير خارج الصندوق، لو تأملت مشهد المؤتمر الاقتصادى بشكل عام، ستكتشف اهتماما مبالغا فيه بالتفاصيل، وأفكارا مبتكرة لإدارة الجلسات وورش العمل، أبرزها الاستعانة بمقدمى برامج اقتصادية فى أكبر الشبكات الإخبارية العالمية، إضافة لحسن التنظيم والاستقبال من باب الطائرة وحتى باب القاعة الرئيسية.
4 - رسالة البهجة فى المؤتمر، بلاشك كانت سببا أساسيا من أسباب إعادة البهجة لملايين المصريين، سببا أساسيا لطاقات إيجابية حقيقية لدى كل شاب مصرى، سببا لإعادة تجديد النية للعمل من أجل البلد، لأنها حقا تستحق، اسال سائق التاكسى، اسال شقيقك، شقيقتك، صديقك فى العمل، واكتشف السعادة بنفسك.
5 - رسالة غير اقتصادية، وأقصد هنا أن المؤتمر لم يصدر ضمانا حقيقيا لاقتصاد أفضل لمصر، بقدر ما صدر رسائل سياسية لدولة كانت تعرف قبل شهور فى الإعلام الغربى بأن انقلابا وقع على أرضها، إلى دولة تعرف الآن بأن جيشها حمى شعبها، ووقف إلى جواره وجرت فيها انتخابات رئاسية انتهت برجل يحسن إدارتها ويعمل على تلبية مطالبها، خاصة مع تنظيم جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى مؤتمرا على أرضها يعلن فيه دعمها، والوقوف إلى جوارها وقرار مرتقب بعودة المساعدات العسكرية إليها.
6 - رسالة أخيرة، هى رسالة تنصيب السيسى، فمشهد النهاية لم يكن مشهدا عاديا لرئيس الجمهورية، هو مشهد انتظره دوما، حلم كثيرا به، حتى حدث بالفعل، هو اليوم ينصب رئيسا من جديد وسط الشباب وكل رجال الأعمال والمستثمرين فى تصفيق حاد، هو مشهد أغلى عنده من مشهد التنصيب الأصلى، من مشهد قصر القبة، خاصة أن مشهد المؤتمر جاء فى أعلى درجات الشعبية السياسية له، ورغم ذلك عندما هتف الحضور بتحيا السيسى رد هو: «لا تحيا مصر وبس.. تحيا مصر وبس»، هى دلالة أيضا هامة عن الرجل يدرك أن الهتاف للأشخاص لا يدوم، يبقى الهتاف للأبد.. للأرض.