أهم رسالة وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ختام مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى بشرم الشيخ، تلك التى قالها للعالم بأن مصر تستيقظ، وأن الله خلق مصر لكى تعيش ولن تموت، فهذه الرسالة تحمل فى طياتها الكثير، سواء للداخل أو للخارج، لأنها تؤكد على الأصرار المصرى والعزيمة القوية لكى تعود مصر إلى سابق عهدها، حينما كانت مثار اهتمام الجميع، وكانت ملتقى للبعثات الدولية التى زارت مصر للاستفادة من خبراتها ومن تجربتها، بجانب ما ذكره الرئيس السيسى بأن اليابان قبل 150 عاماً أرسلت بعثة إلى مصر لكى تستفيد من تجربتها، وأنه فى 1962 أرسلت كوريا بعثة أخرى إلى مصر لتطلع على تجربتها، فإن الصين هى الآخر كما قال سفيرها بالقاهرة فى ندوة بـ«اليوم السابع» تعلمت فى عام 1979 من مصر، حينما سافر فريق صينى إلى بورسعيد للتعلم من تجربة إدارة سوق تجارية حرة، والآن هذه الأسواق الحرة هى عوامل مهمة فى المساهمة فى تنمية الصين.
هذه أمثلة من دول تعد الآن فى مصاف الدول المتقدمة، لكنها فى الماضى جاءت إلى القاهرة لتستفيد من التجربة المصرية، التى يعمل السيسى الآن لكى يستعيدها مرة أخرى.. يستعيد مصر القوية فى التجارة والثقافة والعلم والتعليم والإعلام، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أتقن الجميع عمله، بل واستمع لطلب الرئيس بأن يساعد الشركاء العرب والأجانب الذين بدأوا فى ضخ أموالهم واستثماراتهم فى مصر، فعلى كل المصريين أن يعملوا بجد ليس مع الشركاء الأجانب فقط، وإنما مع أنفسهم حتى تستعيد مصر مكانتها، وتكمل نوبة استيقاظها، مصر تستيقظ ليس فقط فى حجم الاستثمارات التى بدأت تنهال فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، لكنها استيقظت منذ استقلت بقرارها، وقررت المضى فى خطواتها وخططها الإصلاحية أياً كانت الضغوط الخارجية، والعمليات الإرهابية التى ينفذها عناصر إرهابية وهدفهم تدمير مصر، مصر تستيقظ منذ أن قررت أن تسير وفق الخطة التى وضعتها بعد 3 يوليو، دون أن تلتفت لكل محاولات إعاقتها، وكأنها تقول للجميع «دع القافلة تسير والكلاب تعوى».