الثابت والشاهد أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى ارتفعت نتائجه عن سقف كل توقعاتنا وتوقعات المسؤولين، وهى رسالة إلى العالم كله تحوى فى طياتها عشرات المعانى الجسام التى تشير إلى أن مصر تسير نحو الفوز الحقيقى الذى نرقبه منذ سنوات طويلة بعد سنوات من السُّبات العميق والتراجع الحضارى الذى أصاب مصر ومعه كل تروس الإنتاج والعمل والحماس نحو التطوير والتجويد، حتى لقد نسى المصرى العاشق للعمل منذ الفراعنة.. نسى كل هذه المفردات وتاه فى الطريق ومعه تاهت بوصلة كل جديد.. حتى بتنا أسرى الجمود والتخلف والعالم من حولنا فى تطوير يومى مستمر.. مصر خلال أكثر من أربعين عاماً تكلست وتبدل حالها.. وتغيرت مع كل ذلك شخصية المصرى المنتج بعد أن أصبح مستوردا ومجرد مستهلك لبضائع وكماليات لا قيمة لها.. اليوم يسعى الرئيس السيسى الذى جاء مع القدر، لكى يعيد إحياء مصر ويعلى من كيانها وكبريائها وتاريخها الذى شوهته سنوات الإهمال والتآمر والتدخل الأمريكى السافل، اليوم يعيد السيسى كرامة المصرى الذى يرفض أن يكون سلعة، والمصريون أبدًا لم ولن يكونوا سلعة تلعب بها الدول الكبرى.. وهذا كله ظهر فى مؤتمر شرم الشيخ وظهر فى كلمة رئيسنا الملهم الذى أشاد بالمصرى وبروحه الخلاقة وبضميره وبمستقبله.. وبسرعةٍ رسم السيسى خريطة تطوير الوطن وملامح المرحلة المقبلة.. هذا المؤتمر الذى كان ينتظره مئات الملايين من كل دول العالم أجمع.. كان مؤشراً قوياً لما وصلت إليه مصر من استقرار وأمن وأمان وثقة فى قيادتها وشعبها وإرادتها التى عادت مع فجر ثورة 30 يونيو.. المؤتمر أعطى للعالم أعظم ضمان للتعاون مع مصر فى كل مجالات الاقتصاد والسياحة والتجارة الخارجية والصناعة وكل فرص التعاون المشترك.. السيسى حين يمد يديه للعالم إنما هو يمد قلوب المصريين أجمع إلى كل بقعة فى العالم تشهد أن مصر تعيش فعاليات ثورة حقيقية لا ترضى فقط بالأمن والاستقرار، وهذا حقها، ولكنها تطلب وضع مصر فى أعلى قمة الحضارة العالمية.. وهذا هو مكانها الحقيقى.. لقد أعلن الرئيس السيسى منذ سبعة أشهر أن مصر أم الدنيا وستصبح «أد الدنيا».. وها هو يسير على الطريق الصحيح لكى يحقق ما يحلم به وما يحلم به كل مصرى مخلص وطنى.. هذا المؤتمر لا يسعى للاقتصاد فقط بل هو يسعى لالتفاف العالم حول مصر.. وهذا ما حدث من حضور عالمى مذهل وحب فاق كل التخيل.. هذه هى شرعية الرئيس السيسى وهذا هو الاستفتاء الحقيقى لقائد ثورة حقيقية شعبية ستغير ملامح العالم مثلما هى تغير من ملامح مصر.. المؤتمر كان مفخرة لمصر ورسالة للأشقاء العرب، رسالة عمل وكفاح ونضال.. إلى جانب أنها رسالة طمأنينة بأننا ستنتصر بإذن الله على الإرهاب الغاشم، وسوف يصبح وكل الإرهابيين وتفجيراتهم مجرد زوبعة حقيرة فى حقبة أخرجت هؤلاء عن رشدهم وفضحتهم أمام الرأى العالمى.. كان المؤتمر سيمفونية حب وعمل وتضامن ملوك ورؤساء دول ورؤساء وزراء ووزراء ومؤسسات دولية وتجمعات صناعية وسياسية كبرى كلهم يتبارون للعمل مع مصر.. أدهشتنى كلماتهم وأثلجت صدرى وارتفع حماسى حتى وصل إلى السماء.. هو إحساس تفتقده مصر منذ أكثر من نصف قرن.. أنا شخصياً أرى أن هذا المؤتمر ثورة جديدة نحو التنوير الحقيقى والانطلاق نحو الخلود الذى يليق بمصر.. إننى أتوقف بسعادة أمام كلمة رئيس وزراء إثيوبيا الدكتور هيلام ميرام ديسالين الذى قال بحماس وانفعال وحب: «إما نسبح معًا.. وإما نغرق معاً.. واخترنا نحن الإثيبويين السباحة مع مصر».. هذه الكلمة أحسبها انتصارا كبيرا وشعارا يلخص ملامح المرحلة المقبلة بكل ما تحمل من تحديات وانطلاقات.