محمد محمد السعيد عيسى يكتب: هيا نرسم الأمل على جدران القلوب

الإثنين، 16 مارس 2015 12:03 م
محمد محمد السعيد عيسى يكتب: هيا نرسم الأمل على جدران القلوب طابور مدرسة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أكثر المشاكل الاجتماعية التى تواجه مجتمعنا المعاصر هو جلد الذات والتركيز على رؤية السلبيات فقط دون النظر إلى كثرة النعم التى نتمتع بها دون أن ندرى. لماذا يركز البعض دائما نحو نقاط الضعف فى المجتمع؟ لماذا تعلوا دائما السلبيات وتختفى الإيجابيات؟ هل هناك من يريدنا أن نبقى محبطين إلى الأبد؟ هناك فارق كبير جدا بين ما يتناوله الإعلام من لقطات مركزة على فئات محددة وشوارع معينة وبين الواقع الجميل والهادئ لبلادنا وشعبنا الطيب المتسامح دائما مع الجميع. فإلى متى يا ترى يرتدى هؤلاء النظارة السوداء؟ وما هو دور المعلم فى ظل هذه الظروف؟

إن دور المدرسة يعد من أهم الأدوار التى يجب أن تؤدى بفن ومهارة بحيث نستطيع مواجهة هذه الهجمة السوداوية الشرسة التى تريد أن تحبط الأمل فى عيون وقلوب الشباب الطموح والخطوة الأولى للمعلم فى هذه المرحلة هو أن يغرز فى ذهن الطالب حقيقة أكيدة وهو أن الإعلام مثله مثل بقية فئات المجتمع فيه ما هو صالح وفيه ما هو طالح، وكل ما يأتيك عبر الشاشة الفضية هو مجرد رأى وإن كان فى شكل خبرى، ولكنه ما يزال رأى يحمل وجهة نظر صاحبه والتى بالتأكيد لا تمثل مجمل الحقيقة. يجب أن يتدرب الطالب على نقد ما يسمعه من برامج وأخبار وتكون لديه القدرة على التفنيد والبحث والتقصى.

إن خطوات التفكير المنطقى والتفكير العلمى والتفكير الإبداعى والتفكير الناقد وحل المشكلات وأصول المناقشة وأداب المناظرة كلها من الأليات والأساليب والطرق التى يجب أن تكون مفعلة داخل الفصول الدراسية ويتدرب عليها الطلاب سواء كانوا فى المدارس أو طلاب فى الجامعات، فمثل هذه الأدوات هى التى تبنى عقل الطالب وشخصيته وتجعل من الصعب عليه أن ينقاد خلف كلام مرسل من شخص مدفوع من هنا أو من هناك . وكذلك فإن المنهج المدرسى لا يجب أبدا أن يعتمد على طريقة الحفظ والاستظهار بل يجب أن يكون من أساسياته تنمية مهارات التفكير والبحث.

وكذلك يجب أن يتم تفعيل دور الرقابة لكى تمنع الأعمال الفنية التى تبعث أفكارها اليأس فى النفوس وتصور المجتمع بأنه مجموعة من البلطجية ومجموعة من اللصوص. يا ترى كم مرة نشاهد رجل أعمال شريف فى الأفلام والمسلسلات؟ كم مرة نشاهد معلم ذو هيبة ووقار فى أعمالنا الفنية؟ إن بداية التصحيح هو وقف هذه الأعمال المفسدة لعقول الشباب واستبدالها بفن هادف راقى موجه لصالح المجتمع ولصالح البناء والتنمية وعلاج المشكلات.

إن بث روح الأمل والتفاؤل فى نفوس أبناء الوطن هو الخطوة الأولى لمواجهة الحرب العدوانية الشرسة التى تريد تفتيت وحدتنا وتفكيك أواصر الوطن، نستطيع أن نقضى على كل ما يحاك لنا من مؤامرات بنشر الابتسامة والبعد عن كل ما يعكر صفو النفوس الطيبة. عاشت مصر الحبيبة. عاشت أمتنا العربية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة