نقاد: تقنيات الرواية الجديدة معقدة وتفاجئنا بتداخلاتها ولا تخضع لترتيب

الإثنين، 16 مارس 2015 05:08 م
نقاد: تقنيات الرواية الجديدة معقدة وتفاجئنا بتداخلاتها ولا تخضع لترتيب عبد المنعم تليمة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اتفق عدد من الأدباء والنقاد على أن تقنيات الرواية الجديدة معقدة وتفاجئهم لأنها فى الأساس متداخلة، وفيها نوع من عدم الترتيب، أو العودة إلى الماضى، أو تداخل الشخصيات، وغير ذلك من فنون وتقنيات.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس، وتحدث فيها كل من الدكتورة أمانى فؤاد عن تراكب مستويات التقنية فى الرواية المعاصرة، وحامد أبو أحمد، وتحدث عن التطور الذى حدث فى التقنيات الروائية، وحسام نايل متحدثًا عن "الأنبياء الجدد".. قراءة فى روايتين، ونبيل حداد متحدثًا عن رواية "العتبات".. الآفاق والتحولات، ووائل فاروق وتحدث عن الشخصية الروائية بين الوجود والكينونة، وأدار الجلسة الدكتور عبد المنعم تليمة.

ورصدت الدكتورة أمانى فؤاد فى دراستها النقدية ملمحًا فنيًا فى تقنيات سرد الرواية المعاصرة، التى تتبعتها الدراسة فى بعض الأعمال الروائية التى يتوالى صدورها حديثًا، وتتبدَّى فى أن التقنية الواحدة لم تعد تحمل أبعادها المتعارف عليها فقط، بل أصبحت تحمل فى طرق توظيفها منفردة مستويات متعددة، فيها تتراكب آليات تشكيل التقنية وعلاقاتها فى المنظومة السردية لعدد من المستويات التى يمكن وصفها بالتداخل المتنوع والمتقاطع، وهو ما قد يترك تعقيدًا نسبيًا خصوصًا فيما يتعلق ببعض مستويات التلقى فى ثالوث الإبداع.

وأشارت أمانى فؤاد إلى أنه فى تاريخ المنظومة السردية ظهرت مستويات من التطور فى الآليات الفنية: فبعد الراوى العليم المفارق على سبيل المثال وجدنا تقنية تعدد الأصوات بما يتيح تنوعًا فى سردية الرواية من وجهات نظر مختلفة، أما الآن فتتداخل مع البولوفينية تنويعات أخرى تمثلت فى طرق دفع الأصوات ذاتها وتشكيلها من ناحية، وفى تقاطع تقنيات سردية أخرى مع هذا التعدد.

أما فى الوقت الراهن فرأت الدكتورة أمانى فؤاد أن الكتابة الجديدة تستخدم التقنيات الفنية ذاتها التى تشكل منظومة السرد الروائى، إذ لا سبيل إلى الخروج الجذرى الذى يهد أصول النوع الأدبى تمامًا، لكن يتمثل التجديد فى استخدام التقنية بتنويعات وأساليب ورؤى جديدة وفى تراكب مستوياتها أيضًا، وهو ما يصنع تلك الحالة من علو الفن على الواقع بقيوده وعاديته، فالفن مناوشة إيجابية وخلاقة مع ما يخلخل الواقع ويعريه، ويجعلنا نراه على نحو آخر.

أما حامد أبو أحمد فقال: خلال العقود الأخيرة حدث تطوير كبير فى التقنيات الروائية فى كل أنحاء العالم، فلم تعد الرواية هى ذلك العالم الإبداعى القائم على حدث صاعد يقوم على الحكى أو المضمون، وإنما صرنا نفاجأ بتقنيات جديدة معقدة لأنها فى الأساس متداخلة، وفيها نوع من عدم الترتيب، أو العودة إلى الماضي، أو تداخل الشخصيات، وغير ذلك من فنون وتقنيات.

وقال حامد أبو أحمد إن التقنيات الجديدة التى جعلت من الرواية فنًا يحتاج إلى امتلاك ثقافة عميقة حتى يمكن تلقيها واستيعابها، أى أن الرواية لم تعد هى ذلك الفن البسيط الذى يكتب للتسلية وإزجاء وقت الفراغ، بل صار فنًا قويًا معقدًا يستحق أن يخصص له القارئ جزءًا من وقته الثمين. أما عن التقنيات الجديدة فأوضح حامد أبو أحمد أن من أهمها الاهتمام بما وراء التفاصيل الصغيرة فى حياة أبطال الرواية.

أما حسام نايل فقال إن التنبُّؤ أو التوقُّع هو الجوهر الدافع للكتابة الأدبية فى روايتى "نساء الكارنتينا" و"عُطارد"، وهو ما يجعلنا وجهًا لوجه أمام "نبوءة روائية"؛ الأمر الذى يذكِّرنا – من ناحية – بشاعر ألمانيا العظيم هولدرلن الذى أسند إلى الشعراء مهمة مقدسة، فى قصيدته "الخبز والخمر"، ألا وهى انتظارُ زمنٍ نبيلٍ مقدَّسٍ قادمٍ؛ ولكنه من ناحية أخرى يذكِّرنا برواية صبرى موسى "السيد من حقل السبانخ: رواية عن المستقبل" التى تضع علامة شطْب كبيرة على النتائج المنطقية المترتبة على مسيرة التقدم العلمى الإنساني، وفى الأساس على النزعة الإنسانية المرتبطة بأوروبا.

ورأى حسام نايل أن الجديد فى روايتى نائل الطوخى ومحمد ربيع أن التنبُّؤ أو التوقع يتعلق بأوضاع اجتماعية وسياسية فى بلد بعينه، هو بلدنا مصر.


موضوعات متعلقة..



- وزير الثقافة يشهد انطلاق اليوم العربى للشعر بمعهد الموسيقى العربية










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة