جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس، وضمن فعاليات مؤتمر الرواية العربية، فى المجلس الأعلى للثقافة، والمقام فى الفترة من الخامس عشر وحتى الثامن عشر من مارس الجارى، وقدم خلالها حمور زيادة شهادة روائية بعنوان "لماذا نكتب الروايات؟".
وتساءل حمور زيادة، لماذا نكتب؟ لماذا نكتب الروايات تحديدًا؟ هل هناك جدوى لهذا؟، ماذا يعنى أن نحكى حكايات فى عالم لا يعرف غير القوة؟ هناك إجابات كثيرة يمكن أن تقدم لأسئلة كهذه، إجابات كثيرة بعدد من يجيبون عن الأسئلة، فالحقيقة أن لكل شخص، دافع ومبرر للكتابة.
وتابع حمور زيادة، عن نفسى أكتب لأتواصل مع العالم، أنا عاجز عن فهم هذه الحياة، عاجز عن التواصل مع البشر، هذا أمر لا أخجل من الاعتراف به، لست مؤهلاً للاختلاط الاجتماعى، فقط حينما أكتب أشعر بذلك التواصل مع الناس، سهولة أن تحدثهم، أن تفكر معهم، أن تحكى لهم.
وأضاف حمور زيادة، تعلمت القراءة مبكرًا جدًا، كنت طفلاً مزعجًا لوالدى، يرجع من عمله يطلب وجبة مشبعة وشيئًا من النوم، لكنى أكون فى انتظاره أحمل المجلات ذات الصور الملونة والقصص المرسومة، وأطلب منه أن يقرأ لى، حين ملَّنى قرَّر أن يعملنى القراءة.
وقال حمور زيادة، اكتشفت عالمًا جديدًا من الكلمات، ليست تلك المكتوبة فقط داخل دوائر تخرج من أفواه الشخصيات المرسومة، لكن هناك كلمات أخرى تحمل صورها داخلها. تعثَّرت بكتب الأدب مبكرًا جدًا، ولم أجد فرقًا كبيرًا بينها وبين حكايات جدتى وأساطيرها. فقط جدتى كانت تقدم عالمًا من الأساطير بصوتها، تنغِّمه، تغنيه. والكلمات التى اكتشفت سحرها تقدم لك الخيال فى صورة خام. تراه كما تحب.
وقال حمور زيادة: فى عالم لا يؤمن إلا بالقوة لا يمكننا أن نحتقر الحكايات، الحكايات ربما لا تنسف الجبال، الديناميت يفعل، لكن الحكايات تنخر الجبال، تمامًا مثلما فعلت ربة الحكايات العربية، شهرزاد، لم تقطع رأس شهريار، لكنها بحكاياتها نخرت قوته، حتى عاد كالطفل لا حول له ولا لمسرور السياف.
موضوعات متعلقة..
- وزير الآثار يشكل لجنة لإعداد أفلام وثائقية لنشر الوعى الأثرى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة