النجاح الهائل الذى تحقق فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ يجعلنا نستعيد أى ثقة مفقودة أو مهزوزة فى أنفسنا، كما يجعلنا نفكر بهدوء إذا كنا نستطيع أن نحشد العالم ليساندنا فى طموحنا نحو المستقبل وبناء مصر الجديدة، وإذا كنا نستطيع توظيف العقود المصرىية النابهة فى الداخل والخارج لرسم خطوط هذا المستقبل، ألا نستطيع أن نغير الواقع القبيح الذى نعيش فيه؟
أتحدث تحت ضوء مؤتمر شرم الشيخ عند ثلاثة ملفات أساسية ترتبط بعملية التنمية كما ترتبط بتغيير سلوكيات البشر عندنا، وهى ملفات القمامة والمرور والعشوائيات، وتعرفون جميعاً أى دولة تسعى لأن تكون عصرية متحضرة لابد أن تتجاوز أى ارتباك وتخبط فى هذه الملفات الثلاثة التى يتداخل فيها القانون، بالرؤية العمرانية والسلوك البشرى والثقافة العامة.
كيف نحلم بمستقبل أفضل لدولة مصرية كبرى وحضارية بينما نتخبط فى أكوام القمامة فى الشوارع الكبرى قبل الفرعية؟، وكيف نحلم بمصر الجديدة ونحن مازلنا نتعامل مع القمامة كأكوام وأكياس نتخلص منها فى الشارع، بينما دول نامية حولتها إلى كنز لتوليد الطاقة ولتشغيل المصانع الصغيرة والمشروعات المتناهية الصغر، دول نامية سبقتنا إلى تشغيل خطوط تحت الأرض، تحت صناديق القمامة الظاهرة فى الشوارع، لاستيعاب أكبر كيمة من الملخفات وفرزها وإعادة تدوريها.
دول أخرى استطاعت أن تغير ثقافة الناس بأن يفرزوا القامة من المنبع ويضعوها فى أكياس مخصصة لكل نوع من المخلفات على أن يمر مندوب شركة القمامة لشرائها من البيوت، فتحولت القمامة إلى مصدر للربح بين الناس، ولم تعد ترى أى ورقة أو عقب سيجارة أو ذرة تراب فى الشوارع، ما يتم فى قضية المخلفات والقمامة يبدأ من البيت من الأسرة، وينتهى إلى المصانع الكبرى التى تلوث حياتنا وهواءنا ومياهنا، وأيضاً دون رقيب أو حسيب.
ونحن نفكر فى استعادة العالم لمصر واستعادة مصر للعالم فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، علينا أولاً أن نغير ما بأنفسنا من أمراض وعادات سلوكيات تقضى إلى تعزيز التخلف وعرقلة أى محاولة جادة للتقدم.
وللحديث بقية.