مرت أمس خمسون سنة على رحيل الملك فاروق، آخر أبناء الأسرة العلوية، وقد حكم مصر لمدة 18 سنة قبل أن يطيح به الضباط الأحرار، إذ امتدت هذه السنوات من 1936 إثر وفاة والده الملك فؤاد حتى يوليو 1952، فكيف يمكن لنا تقييم هذه الحقبة من تاريخ مصر؟
لا يمكن فهم الملك وفترته دون العودة إلى الدراسة التى كتبتها السيدة لطيفة محمد سالم ونالت عنها رسالة الدكتوراه، وصدرت فى كتاب تحت عنوان (فاروق.. من الميلاد إلى الرحيل). هذه الدراسة تكشف الكثير والكثير من حياة الملك وصراعات القصر ودور الاحتلال الإنجليزى فى فرض رؤياه تعبيرًا عن مصالحه، لكن علينا أن ننبه إلى أمر بالغ الأهمية، وهو أن فاروق تولى العرش وهو فى السادسة عشرة من عمره، أى كان فتى مراهقا حين آل إليه حكم مصر، وأن أباه لم يكن يتحدث العربية إلا بصعوبة مثل جده الأكبر محمد على باشا!
أظنك لاحظت حجم الحنين المتزايد إلى العصر الملكى، هذا الحنين الذى يفوح عطره فى مواقع الفيسبوك، الأمر الذى يكشف حجم الرفض الشديد للحاضر، والخصام المستمر مع المستقبل، وهى مشكلة عويصة يجب أن يبحث لها علماء الاجتماع عن حل. المدهش أن هؤلاء المدلهين بالماضى لو قرأوا كيف كان أجدادنا يعيشون فى ظل فاروق لأدركوا أنه لم يكن عصرًا ذهبيًا ولا يحزنون، صحيح أن قلة تمكنت من الاستحواذ على ثروة البلد وعاشوا فى قصور منيفة، إلا أن الغالبية العظمى ذاقت الأمرّين، ووفقا للإحصاءات المتداولة فإن عدد المصريين عام 1950 اقترب من 19 مليون نسمة، منهم 16 مليون لا يعرفون القراءة والكتابة، وهؤلاء لا يملكون ثمن حذاء واحد يحشرون فيه أقدامهم!
لعلك تعلم أنه فى عام 1945 أعلن عدد من الموسرين عن إنشاء مشروع القرش لمحاربة الحفاة، الأمر الذى يكشف البؤس الذى اكتنف المصريين فى زمن فاروق. ومع ذلك، لا يمكن إغفال أن فاروق ولد بعد ثورة 1919 بعام واحد فقط، وهى الثورة التى بدلت أحوالنا تبديلا. ليتنا نتخلص من الحنين المضلل للماضى لنجيد قراءة الحاضر ونستشرف المستقبل!
عدد الردود 0
بواسطة:
هاني
طب ايه رايك
عدد الردود 0
بواسطة:
امل الحياة
انظروا الى اجدادنا
عدد الردود 0
بواسطة:
امل الحياة
انظروا الى اجدادنا