أين بوتين.. اختفاء الرئيس الروسى، انقلاب، سكتة قلبية.. بل دماغية.. زواج، طفل جديد.. خلال أقل من 24 ساعة تحول الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى أهم حدث فى مواقع التواصل، وانشغلت به الفضائيات، بدأت مواقع وفضائيات أمريكية بالسؤال: أين اختفى الرئيس بوتين، قالوا: إن بوتين اختفى منذ أول مارس، تم اختراع أكثر القصص إثارة وتشويقا. موقع «سى إن إن» نشر الخبر فى سؤال: أين بوتين؟ عادت إلى الصورة أجواء الحرب الباردة، كانت أمريكا مولعة بنشر تقارير عن صحة أعضاء السوفيت الذين تخطوا السبعين وأحيانا الثمانين، فيما السوفيت كانوا يسخرون من الشائعات.
تسربت أخبار وتقارير إلى مواقع وصحف وقنوات صغيرة، بدا أنها من صناعة أجهزة لكن بعضها كان من صناعة مواقع التواصل نفسها، التى لم تعد تحتاج إلى مصادر، ومن التقارير، الرئيس الروسى أصيب بسكتة دماغية ومات، وأن الجهات الرسمية الروسية تتكتم على الخبر، لكن البعض قال بثقة: ليست سكتة دماغية وإنما جلطة بالقلب، وثالث قال بل إنه أصيب بانزلاق غضروفى.
بعض كبار المحللين انطلقوا ليعلنوا أن بوتين طار بانقلاب عسكرى وتم القبض عليه، وكان موضوع الانقلاب يحتاج لبعض التفاصيل والمشوقات، فتم تقديم صور لدبابات حول الكريملين، وإثارة حالة من الغموض، وبالطبع لم يتوقف أحد لكون الصورة قديمة، أو أن بعضها صور رسمية من الحراسات التقليدية، فضلا عن استعدادات لعروض عسكرية.
استمرار الغياب وسع مساحة الاختراعات الإخبارية التى زوجت بوتين من حسناء بالبولشوى، وكانت هذه مناسبة لمزيد من التفاصيل المثيرة، عن أنه اختفى ليحتفل بمولوده الجديد.
كل هذا وبقى بوتين مختفيا، وكان الحدث رقم واحد فى مواقع التواصل بالعالم، وفى مصر انقسم الجموع بين مصدق ومكذب، والغريب أن بعض أنصار الإخوان والنشطاء، كانوا يحبون تصديق الموت والانقلاب، فيما ظلت صورة بوتين الرئيس القوى مستمرة.
انقسم المحللون بين من رأى الأخبار كلها من صنع المخابرات الأمريكية، فيما أعلن آخرون أن بوتين وراء الشائعات، وهو رجل استخبارات سابق، يحب أن يبقى فى الصورة.
وبعد كل «الهرى» الاستراتيجى الخالى من الاستراتيجية، ظهر بوتين على المسرح خطوة وراء أخرى، وكان التمهيد عندما أعلن ناطق رسمى روسى أن بوتين بخير، وأنه يستعد للاحتفال بضم القرم إلى روسيا، ثم ظهر بوتين يستقبل رئيس قرغيزستان ورد على الشائعات بجملة واحدة فقد قال: «إن الأمر ممل بدون ثرثرة»، وحرص صناع الشائعة على الاستمرار فى القول: «إنه كان شاحبا.. إنه مريض».
وبدا الأمر بالفعل جزءا من حكايات كسر الملل فى زمن «الهرى الاجتماعى» البارد والساخن.