توقفت انتخابات مجلس النواب لكن الأسرار التى تتعلق بها لم تنته، وفيما يتعلق بتشكيل القوائم الانتخابية ذهب الكلام وقت التقدم إلى الترشيح إلى أن قائمة «فى حب مصر» تقف خلفها أجهزة فى الدولة، وقبل أيام قال الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد ذلك صراحة فى حواره المميز على صفحات «اليوم السابع» الذى أجراه الزميل محمد مجدى السيسى، وفى الزميلة «الشروق» قال الدكتور عبدالجليل مصطفى مؤسس قائمة «صحوة مصر» كلاما آخر فى هذا السياق يستحق التوقف عنده.
قال عبدالجليل مصطفى، إن هناك مرشحين على قائمة «صحوة مصر» تعرضوا للتهديدات من جهاز أمنى لترك القائمة، والترشح على الفردى أو الدخول فى تحالف آخر يدعمه هذا الجهاز، وأضاف: «إحدى مرشحاتنا على قائمة الإسكندرية تم تهديدها بالتضييق على مشروع خاص بها».
هذا الكلام الخطير لوثبت صحته سيعنى أننا أمام أجهزة تصر على التدخل فى الانتخابات بنفس الآلية التى كان يتم التدخل بها فى زمن مبارك دون إدراك العواقب، والمثير فى الأمر أنه إذا كان هذا التدخل يتم باستخدام اسم «السيسى»، فى الوقت الذى يؤكد فيه الرئيس أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع فى الانتخابات، فإن القضية تحتاج إلى رحلة فك ألغاز، ومنها أن الدكتور عبدالجليل مصطفى مثلا واحد من الشخصيات التى كانت فى اللجنة الاستشارية لترشيح السيسى رئيسا للجمهورية، كما أنه لا يزال يقف وبقوة فى خندق الرئيس، فلماذا تتم إذن ممارسات من هذا النوع ضد قائمة هو رمزها؟، ولماذا يتطوع البعض بممارسات تخصم من رصيد خندق الرئيس، وتخصم من تحالف «30 يونيو؟».
كانت الانتخابات تدار أيام مبارك بنفس القواعد التى يحاول البعض إعادتها الآن، وكأن الشعب المصرى لم يقم بثورتين هما 25 يناير و30 يونية، وكان من أسباب الأولى التزوير الفاضح فى الانتخابات بإشراف أجهزة الدولة، وبلغ ذروته فى انتخابات 2010، وعلى الذين يريدون إعادة العجلة إلى الوراء أن يعوا تماما أن هذا لعب بالنار، وإذا كان المصريون على استعداد أن يتحملوا المصاعب الاقتصادية فى حياتهم حاليا من أجل غد يطمئنون إليه، فلن يقبلوا بالتنازل عن حريتهم فى انتخاب من يمثلهم.