كأن القدر ادخر هذا الرجل ليكون فوق مقعده فى وقت حرج تمر به البلاد داخلياً.. وتحتاج إلى يقظة وإلى عمل مكثف وإلى تجريف كل عوامل الكساد التى أحاطت بالعقل المصرى خلال أكثر من أربعين عاماً.. جاء المهندس إبراهيم محلب نشطاً فعالاً جسوراً مقتحماً لا يعرف المكاتب المكيفة.. نراه فى الشوارع والحوارى الضيقة فى أسوأ الأحوال المناخية بملابسه المصرية العادية.. هذا رجل لم تر مصر مثله رئيساً للوزراء، لا يكتفى بالتخطيط فى مكتبه وإنما هو ينفذ كل ما يخططه فوق الورق ليكون واقعاً فوق الأرض وأمام كل الناس، هذا الرجل جاء والبلد ترث تلالاً من الأزمات لا حصر لها ومشاكل لم تحسم منذ سنوات إلى جانب تفشى كل ألوان الفساد الإدارى والروتين العجيب الذى يعرقل كل نمو ويسعى إلى تدمير كل جديد ويحيط كل محاولات الاستثمار الداخلية والخارجية.. وكان الناتج هو تراجع فى كل مجلات العمل فى مصر اقتصادياً وسياسياً وعلمياً بل امتد إلى كل نواحى الحياة الاجتماعية التى بالتالى تجنى ثمار كل هذه المفردات المهندس محلب عرفناه وزيراً للإسكان قبل منصب رئيس الوزراء وعرفناه فعالاً يحل مشاكل الجماهير فى حينها.. حلاً جذرياً وبرغم كل ذلك كان بعيداً عن البروباجندا والثرثرة الإعلامية يعمل فى صمت وكأنه يعوض ما فاتنا من سنوات الخمول.. يرسم محلب خريطة جديدة لمصر ومن خلالها يحاول أن يرتب الأوراق من جديد.. سافر إلى محافظة الوادى الجديد منذ شهرين وفى يقينه أن يخطط لإعمار هذه المحافظة التى حباها الله بكل الخيرات من أرض شديدة العطاء والخصب وإلى آثار نادرة تشكل مدينة ذات تراث فرعونى نادر وعجيب.. لقد كانت الزيارة التى استمرت إلى ثمان ساعات كافية لكى يرصد الرجل ملامح هذه المنطقة الفريدة وكيف أنه يرنو إلى أن يعيد توزيع سكان مصر.. بدلاً من تكدسهم فى منطقة الدلتا.. ثم يعود الرجل. ليتابع أزمات يومية إلى جانب حل عراقيل مستعصية تحولت على مدى السنوات إلى أمراض مزمنة تحتاج إلى مبضع طبيب جراح.. راح يرصد تتابع مشاكل العشوائيات التى تفجرت سنة بعد أخرى حتى أصبحت كابوساً يملأ رؤسنا وحبلاً يشتد بكل قوته حول رقابنا.. العشوائيات لأول مرة يخصص لها رئيس وزراء مصرى وزارة خاصة ترعى حلولها وترسم سبل الخروج منها. وكانت حلوله حاسمة حيث بدأ بتخصيص حل العشوائيات فى الدوائر الخارجية حتى إذا ما انتهى من دائرة يدخل فى الأخرى حتى ينتهى من هذا الحصار اللعين. فهو يرى أن العشوائيات سرطان لابد من استئصاله وتطهير ما حوله حتى لا يستفحل ويسود ثم يمد محلب بصره ويده إلى عالم السياحة ومنذ يومين أكد أن أساليب جذب السياحة لابد أن يكون لها أصول جديدة وقواعد وجذور لكى يمكننا أن نحصد الحصاد الحى الصادق الذى يمكننا أن نتطور فى هذا المجال. فالمفترض أن تكون مصر هى الأولى فى السياحة على مستوى العالم فهى تمتلك ثلث آثار العالم.. إلى جانب السياحة الدينية فهى مقر الأزهر الشريف وما له من مكانة إسلامية مرموقة ومصر تمتلك تراثاً مسيحياً رائداً إلى جانب أن مصر شهدت رحلة العائلة المقدسة التى خصها اليد المسيح عليه السلام عن غيرها من أى أرض أخرى..
وتمتلك مصر مئات الأديرة إلى جانب آلاف الكنائس الأثرية.. كل هذا إلى جانب سياحة الاستشفاء حيث تمتلك مصر أماكن صالحة صحياً لا بياريها سوى المجر.. والمهندس محلب أدرك ذلك وخطط له وطالب الوزير المسؤول عن السياحة ورفاقه بمزيد من تطبيق هذه الإشارات التى لو اتقناها ستكون مصر هى الأولى سياحياً وهذا حقها.. رأيت محلب ذلك الرجل الحاسم يستمع إلى البسطاء فى شبرا وفى حى عين شمس ويناقش مشاكلهم بكل حنو وشفقة وإنسانية هو نموذج للمسؤول المثالى الذى يجلس فى مقعد القدوة حيث على الوزراء والمسؤولين بعدهم تقليده وتحقيق نموذجه الأسمى.. إنه يقابل الناس بروح الأبوة. ومشاكلهم ملء السمع والبصر. أنه كتلة نشاط. يخرج من مكان ليذهب إلى الآخر ولا أعرف من أين يأتى بهذا الوقت؟ وكيف يرتب هذه الأوراق التى تصنع وطناً.. ولهذا فقد أطلق على حكومته - حكومة الفواعلية.
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
نسيت تكتب اسمك ثلاثى ,,, يا مرشح البرلمان عن مدينه زفتى ( دقهليه )**
**