عن مؤتمر الرواية العربية الذى أقامته وزارة الثقافة أتحدث.. بلاشك لمس الجميع تنظيمًا أروع من كل مرة سابقة، إذا كان هناك من يذكر المرات السابقة بعد ما مر على البلاد من تقلبات، وبلا شك كان الحضور العربى جميلًا وجادًا، وللأسف لا يتسع المقال لكل الأسماء الرائعة، كل الكتاب العرب تقريبًا لم يفارقوا الندوات طوال الأيام، والأمر نفسه بالنسبة للأدباء المصريين الذين كان وجودهم بهذه الكثافة ظاهرة رائعة، سواء بالمشاركات أو بالمناقشات، وحين ذهبت مساء السبت إلى فندق بيراميزا لأقابل الأصدقاء العرب الذين بدأوا فى الوصول وجدت أن الكتاب المصريين المدعوين من خارج القاهرة يقيمون فى نفس الفندق، فكان ذلك مدعاة لسرورى الكبير، لأنه قد جرت العادة على استضافة المصريين من خارج القاهرة فى فندق أقل درجة أو درجتين، مما كان يصنع تمييزًا سخيفًا لا معنى له. مظاهر كثيرة لجمال التنظيم واحتفاء الحاضرين بالمؤتمر من مصر وخارجها، ووجود صحفى كبير من شباب الصحافة أو المواقع الإلكترونية، وتواجد كثيف لموظفى المجلس الأعلى للثقافة من الشاب فى كل مكان، بحيث لا يجد المدعو أى صعوبة فى التنقل أو المعرفة أو الأخبار وغير ذلك.. لقد كان هذا الإعداد وجابر عصفور فى الوزارة التى غادرها قبل انعقاد المؤتمر بأسبوع تقريبًا، وهكذا تذكرت المثل القائل «تبقى فى إيدك وتقسم لغيرك»، لكن لابد هنا من هذه الإشارة بعيدًا عن مناقشة أى شىء عن الوزير الزائل والوزير الحالى. أردت هنا فقط أن أحيى العاملين بالمجلس الأعلى للثقافة، طبعًا تحية رئيس المجلس الدكتور محمد عفيفى، لكن أيضًا تحية الأستاذ وائل شلبى.. أجل، الذى استطاع بهدوء ومحبة وجهد فائق أن يحقق ذلك كله مع الشباب الأصغر سنًا.. لجنة الإعداد للمؤتمر التى أشرف عليها الدكتور صلاح فضل قامت بدورها، لكن التنفيذ وبهذا اليسر هو لموظفى المجلس، وعلى رأسهم وائل شلبى.. أشياء صغيرة لم نرها من قبل، مثل الشاشة التليفزيونية التى تعرض النشاط والمساهمين وسيرة كل من المساهمين من الكتاب، فهذا أمر جديد وجميل رغم الحقيبة التقليدية التى يتم توزيعها على الحاضرين. حضرت بعض الجلسات، وكانت دهشتى وإعجابى بجو المناقشات الجادة، فى الجلسة الوحيدة التى أدرتها معتذرًا عن أى مساهمات أخرى لأسباب الصحة والوقت تحقق ما تحقق فى كل اللقاءات تقريبًا، كان المتحدثون فى اللجنة خمسة والوقت ساعتين ونصف الستعة، من السابعة والنصف إلى التاسعة.. الدكتورة شهلا العجيلى، صاحبة الإسهامات النقدية الجديدة والروايتين الجميلتين «عين الهر» و«سجاد عجمى»، والروائى والناقد التونسى كمال الرياحى، والقاص العمانى سليمان المعمرى، والناقد المصرى شريف الجيار، والدكتورة هالة كمال، ولكل منهم إسهامات رائعة.. كانت الموضوعات مثيرة، واحتدمت المناقشات التى كانت ثرية إلى درجة مرور الوقت، ثم نصف ساعة أخرى، فاستغرقت الندوة ثلاث ساعات، وكان يمكن أن تزيد، والباصات فى الخارج تنتظر المساهمين من العرب لنقلهم إلى الفندق، مما دعانى إلى الضحك والقول بأن المؤتمرات قادمة والصبر حلو، والذى تضيع عليه فرصة السؤال والنقاش فلا يقلق، فما أكثر ما يضيع فى العالم العربى، حتى الثورات.. ضحك الجميع وأنهيت الجلسة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة