خلف أسوار السجن وجدتهم يبتسمون، مرفوعى الرأس، يتهامسون وهم حالمون، بالرغم من كل شىء مازالوا حالمون، لم ييأسوا رغم القهر، لم يحزنوا، يعلنون كلمة «مكملين» رغم كل القيود. لم يزدهم السجن إلا إصرارا، قال لى أحدهم إنه لم ولن ينكسر وسيخرج من سجنه لاستكمال مشوار الحرية والحق.. عيونهم تتحدث بالأمل، أيديهم تتكاتف من أجل غد يؤمنون بأنه سيكون أفضل بنضالهم وبالثمن الذى يدفعونه ظلما وقهرا من أجل حرية وطن وشعب. جدعان، ذهبنا لزيارتهم بتصريح استثنائى منحنا إياه مشكورا وزير الداخلية السابق عندما انتشرت أقاويل وإشاعات عن نقلهم ونفيهم إلى سجون مختلفة خارج القاهرة. لخوفنا عليهم وعلى أهاليهم من هذا النفى ذهبنا لكى نتأكد منهم بأنفسنا من كلام المسؤولين الذين أنكروا بكل حسم ما إثير عن نقلهم خارج القاهرة وتأكدنا والحمد لله وبوعد من المسؤولين بأنه لن يتم ينقلهم خارج القاهرة. نتمنى أن يصدق هذا الوعد حتى بعد تغير القيادات وأن لا يتم نقلهم خلال مدة العقوبة أو أن يتم فى أفضل الحالات تحررهم من السجون. هكذا أصبحنا، نطالب فقط بتحسين أوضاعهم واللطف بهم!
جدعان، أقصى مطالبهم داخل زنازنين حريتهم أن يجتمعوا معا فى زنزانة واحدة تشرق لهم فيها الشمس من نور قلوبهم الناصعة البياض، زنزانة تفصلهم عن الجنائيين. زنزانة واحدة يتشاركون فيها الألم والأمل، يشدون فيها من أزر بعضهم البعض، يعلمون ويتعلمون، يقتلون وقتا يدفع من عمرهم، فلما لا! أما يكفيهم أن تحبس شباب فى عمر الزهور لأنهم يطالبون بالحرية لشعب ووطن! أما يكفيهم أن أفضل سنين عمرهم تفتحا محاصرة خلف أسوار السجون! ما الضرر فى أن يقضوا معا سنوات السجن يتحدثون يحلمون يصرخون يتوجعون يضحكون يتشاركون! ما الضرر الذى ممكن أن يحدث إذا جمعتهم جدران زنزانة واحدة؟ ألا يكفى سجنهم وضياع سنوات عمرهم وحرمانهم من ذويهم وأحبائهم؟ لماذا الإمعان فى التنكيل بهم ؟ لماذا رأينا من سرقوا ونهبوا وخربوا بالفعل لسنوات طويلة منعمين بمعاملة خاصة داخل السجون وهم اﻵن خارجها وكأن شيئا لم يكن. أتمنى أن هذا المطلب البسيط الإنسانى يتم الموافقة عليه فى أقرب وقت ممكن، فلا أرى سببا لتكدير الشباب داخل السجن بإبعادهم عن بعضهم البعض. جدعان.. فقد أحدهم بصره بعد دخوله السجن ولم يحول إلى مستشفى السجن!! طلبنا السماح بزيارة طبيب متخصص له ووعدنا بالسماح بذلك.. نأمل فى أن يتحقق ذلك أو يتم نقله إلى مستشفى السجن حتى لا تسوء حالته إذا كان فى الإمكان علاجه وشفاؤه. جدعان، وجدنا أحدهم يستغل وجوده داخل السجن فى تقديم دروس محو أمية للمساجين، بل ولديه طموح أكبر فى تقديم دروس لهم فى علوم التسويق والإدارة، ولكنه منع من جانب إدارة السجن!!! ما الضرر فى تعليم المساجين والارتقاء بهم؟ ألا يخدم ذلك الدولة حتى يصير المجرمون مواطنين أسوياء؟
جدعان.. يفضلون تقضية أوقاتهم الطويلة الرتيبة فى السجون فى القراءة، وهذا حقهم القانونى والدستورى، حقهم أن تصلهم كل الصحف القومية والمستقلة وليس بعض الصحف التى يختارها المسؤولون لهم. من حقهم أن يقرأوا ما يريدون وأن تسقط أى رقابة على نوعية الكتب التى تصل إليهم. فلا أرى أى معنى أو مبرر لحرمانهم من قراءة ما يريدون. جدعان.. فرض عليهم العزلة لمدة شهر كامل منذ صدور الحكم بمنع زيارة الأهل والمحامين. علمت أن ذلك هو قانون السجن، ولكنه قانون غير منطقى فى حالة هؤلاء الشباب، فهم ليسوا مجرمين يحتاجون إلى السيطرة والانصياع لحياة السجن قبل السماح لهم بأى زيارة. جدعان، من حقهم أن تصل إليهم أية مراسلات خارجية من الأهل والأصدقاء والمحامين وأن يتمكنوا من الرد عليها بمنتهى الحرية، فأنا لا أتحدث عن رفاهيات ولكن أتحدث عن حقوق وواجبات ينص عليها القانون والدستور.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
dr.khalid
الوطن ليس بحاجة لسجنائك ولا نريد منهم إلا أن يكفونا شرورهم
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf47604760
السجن تأديب وتهذيب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
الخونة اللى مش جدعان
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدى
ارحميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنا
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
Elhakany
من هم يا ترى ......؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه مصريه
اتلهى يا بتاعت الحريه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه مصريه
اتلهى يا بتاعت الحريه