فاز حزب الليكود بزعامة نتنياهو بالأغلبية فى الانتخابات الإسرائيلية، فى نفس الوقت الذى كانت الأنباء تتوالى عن توقيع شركات مصرية اتفاقيات لاستيراد مصر الغاز الإسرائيلى.
فاز الليكود ونتنياهو بعد خطاب سياسى وانتخابى يؤكد أنه لا دولة فلسطينية، لا سلام، لا مفاوضات إلا بالشروط الإسرائيلية، لا تراجع عن الاستيطان، ولم يكن نتنياهو وحده هو الذى يؤكد على هذا الخطاب، وإنما كان هناك سباق محموم بين كل الأطراف للتأكيد على كل ذلك.
فاز نتنياهو فلم ننفعل، ومرت فترة الدعاية فى الانتخابات ولم ننفعل استمعنا فيها إلى كل أنواع الانحطاط الصهيونى ولم ننفعل، المتابع بتدقيق للدعاية الانتخابية سيلحظ أنها كانت مبنية على أنه لا يوجد طرف آخر فى المنطقة يشكل قلقا لإسرائيل، فلا مظاهرة واحدة ضدها فى المنطقة العربية، ولا كلمة تهديد واحدة، ولم يكن حديث نتنياهو عن أنه فى حال فوزه لن يكون هناك شىء اسمه حماس أكثر من التذكرة بأن هناك «حماس».
لم ننفعل كما كنا، بدا كل شىء فى هذا المشهد وكأنه يحدث فى أمريكا الجنوبية، أو شرق آسيا،أو أستراليا، فلماذا؟
يكبر مقام السؤال حين يتزامن طرحه مع نفس الوقت الذى تقول فيه الأنباء، إن شركات مصرية وقعت اتفاقيات لاستيراد الغاز من إسرائيل بالاتفاق مع شركاء حقل «تمار» الإسرائيلى، وسيتم الاستيراد عبر خط أنابيب تم تشييده قبل نحو عشر سنوات تديره شركة غاز شرق المتوسط.
يمر الأمر دون كلمة أو همسة ممن كانوا يشعلون فتيل الغضب إذا حدث شىء أقل من هذا فى زمن مبارك، فهل تغيرت أولويات النضال، أم أن مخطط إدخال القضية الفلسطينية إلى متحف التاريخ يكتب شهادة نجاحه الآن؟
نعم، لم تعد القضية الفلسطينية بنفس درجة إلهامها فى النضال الوطنى والقومى بالرغم من أنها شئنا أم أبينا ستبقى أم القضايا، وتلك قصة يطول شرح أسبابها، ولكن لا يمكن أبدا أن يكون هناك مبرر واحد لأن يعشش هذا الفتور العام فى جسد النخبة التى قاومت وفضحت كل أشكال التطبيع مع إسرائيل منذ بداية العلاقات السياسية والاقتصادية معها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة