عشت فرحتان لم أعهدهما منذ ثورة 30 يونيو، الفرحة الأولى كانت لحضورى المؤتمر العام لحزب المصريين الأحرار 11 مارس، وشعرت فى نهاية المؤتمر، والشباب يلتفون حول مؤسس الحزب نجيب ساويرس والدكتور عصام خليل الأمين العام والقائم بأعمال الحزب، بأن مصير هذا الحزب يرتبط بالشباب، وانه قد ولد فى مصر حزب يكون لجميع الشعب، وكما قال ساويرس لقد أصبح لنا حزب يسمى باسمه «المصريين الأحرار» وليس باسم أحد مؤسسيه، شعور مماثل وجارف وأنا أرى فرحة الشباب وهم يلتفون حول قائد الوطن عبدالفتاح السيسى فى نهاية المؤتمرالاقتصادى، وتأكدت أن الشباب هم الثروة الحقيقية لمصر، وما بين الجلسات أدركت أن السيسى نجح فى أن يكون مثلثا متساوى الأضلاع: «دولة الشباب والقطاع الخاص والمجتمع المدنى» ولاحظت حماس رجال الأعمال وتخليهم عن خوفهم المعهود، وكما صرح نجيب ساويرس: إن الاقتصاد المصرى تأثر بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية، إلا أن ذلك خلق نوعا من التعطش للاستثمار سواءً من خلال تنفيذ مصانع أو محطات كهرباء، خاصة أن مصر لديها خطط استثمار طموحة للغاية، وكم هائل من المشروعات الكبيرة الجاهزة للتنفيذ، مشيرا إلى أن قانون الاستثمار الجديد حفظ الكثير، وأعلن توقيع عقود لشركات جديدة بقيمة 2 مليار دولار بعضها خلال المؤتمر الاقتصادى، والآخر بعد المؤتمر، لافتًا إلى أنه وجه الدعوة للمستثمرين الأجانب لدراسة عدد من الفرص الاقتصادية، إضافة إلى أن مجموعته رصدت أيضا 500 مليون دولار يضخ بقطاع البنية التحتية عقب انتهاء المؤتمر.
ما بين الفرحتين، كانت كما قال السيسى: «مصر تستيقظ»، تؤكد للعالم أن مكانة مصر ليست فى جغرافيتها ولا فى تاريخها، بل فى حاضرها الذى يطل فيه المستقبل من بين عيون الشباب، ما بين الحزب والوطن يتحول الاقتصاد إلى سياسة، والسياسة ترسم المستقبل بسواعد الشباب، ويطل علينا الوطن القادم من أعماق الجرح وأحلام الشهداء، من مؤتمر الحزب إلى مؤتمر الوطن.. وددت أن أصرخ مطالبا الرئيس السيسى، بسن قانون يشرع لـ %50 «شباب ونساء» لمجلس النواب القادم، وأن نحدد الحد الأقصى للسن للنائب بستين عاما، مصر تتجة نحو المستقبل، وكما غير مؤتمر الحزب صورة الحزب لدى الرأى العام، غير المؤتمر الاقتصادى صورة رجال الأعمال المصريين لدى الرأى العام المصرى والعالمى، شعرت بأن حلف 30 يونيو يتسع مرة أخرى للشباب، ويضم رجال الأعمال، وأصبحت السياسة هى المعبرة عن جماعات ضغط اقتصادية.. وأن صورة الحزب السياسى التقليدى قد سقطت تحت أقدام الشباب والاقتصاد، ما بين الحزب والوطن رسمت دموعى شعار «تحيا مصر».. مصر هبة الشباب.