لم يحضر وزير الثقافة الجديد، الدكتور عبدالواحد النبوى، حفل افتتاح مؤتمر القاهرة الدولى للرواية العربية، ولم يحضر أيضًا حفل الختام، فى المرة الأولى قال أمين عام المجلس الأعلى للثقافة الدكتور محمد عفيفى إن الوزير يعتذر عن عدم الحضور لأنه فى شرم الشيخ، ويتمنى للمؤتمر النجاح.
وفى الختام لم يشر الأمين العام بكلمة إلى الوزير، وتولى هو تكريم الأستاذ بهاء طاهر الذى وقع عليه اختيار لجنة التحكيم لينال جائزة الرواية العربية.
تُرى.. هل يحتقر الوزير مؤتمر الرواية؟ هل يكره المبدعين والمثقفين؟ هل قاطع المؤتمر لأنه لم يكن له دور فى الدعوة أو الإعداد أو التنظيم، لأن الوزير السابق الدكتور جابر عصفور هو الذى أعاد الاعتبار لهذا المؤتمر الذى توقف خمس سنوات؟ ألا يعرف الدكتور عبدالواحد أن كوكبة من خيرة الروائيين والنقاد العرب قد لبوا الدعوة، وحجوا إلى مصر يغمرهم شوق كبير إلى القاهرة الفريدة؟ ألم يسأل نفسه وزيرنا الجديد ماذا سيقول هؤلاء المبدعون عند عودتهم إلى بلادهم بعد أن يحضروا مؤتمرًا ناجحًا حضره وزير ثقافة أكبر بلد عربى؟ ألن يتحدثوا عن أن الأحوال فى مصر قد هدأت، والأمور فى طريقها إلى الاستقرار؟!
لا تفسير لغياب الوزير عن أهم مؤتمر للرواية العربية ولا عذر، وإذا كان وزير الثقافة يعادى المثقفين فهذه كارثة، أما إذا كان وزير الثقافة يحتقر الروائيين فالكارثة أعظم، ذلك أن أهم مبدع مصرى وعربى هو الروائى الأعظم نجيب محفوظ الذى نال جائزة نوبل فى الآداب، بينما السيد عبدالواحد لم يكن قد حصل على الثانوية العامة بعد!
لقد كشف مؤتمر القاهرة الدولى للرواية كيف أخطأ الذين اختاروا الدكتور عبدالواحد ليكون وزيرًا لثقافة مصر، لأن الرجل أهمل فرصة ذهبية كان باستطاعته أن يقدم فيها نفسه للمثقفين المصريين والعرب، لكنه إما أنه خشى من المواجهة، وإما أنه لا يحبذ قراءة الروايات، أو يعتبر كتاب الرواية حفنة من الضالين لا يجب الجلوس معهم «لا تنس أنه أستاذ فى جامعة الأزهر»!
ماذا نفعل مع الذين لا يقدرون قيمة البلد الذى يحكمونه؟