منذ أشهر قليلة دعيت للقاء أحد المسؤولين المكلفين بمتابعة الحالة الإعلامية فى مصر، وكان اللقاء يضم نخبة من شباب الإعلاميين والصحفيين والمهتمين بالعمل الإعلامى، وكان من المفترض أن يكون هذا اللقاء بداية لسلسلة لقاءات حول العمل الإعلامى وقوانينه وتشريعاته ومستقبله، كانت النقاشات مثمرة إلى حد بعيد، وكان معظم الشباب الذين شاركوا فيها متحمسين للعمل ومتفهمين لحساسية المرحلة وغيورين على حال المهنة، لكنى رأيت سياق الحديث قد ذهب إلى «تنظيم الإعلام» ووضع ميثاق شرف إعلامى «ملزم» دون أن يتطرق لحقوق الإعلاميين ومشكلاتهم المهنية مع مؤسسات الدولة، فقلت إنه يجب على الدولة أن تنظر بعينيها وليس بعين واحدة ويجب عليها أن تثبت للإعلاميين حسن نواياها فى خلق بيئة إعلامية صالحة من أجل الإسهام فى تكوين رأى عام واع ومتسامح ومنتم، فلا يحق أن نلزم الإعلاميين بواجبات فقط دون أن نراعى حقوقهم، وللأسف كان هذا اللقاء هو اللقاء الأول والأخير على الأقل بالنسبة لى.
منذ أشهر أيضا جاء إلى مقر الجريدة وفد من نقابة الصحفيين لمناقشة مستقبل التشريعات الإعلامية بعد إقرار الدستور المصرى، كان الوفد مكونا من الزميل «يحى قلاش» الذى كان سكرتيرا عام لنقابة الصحفين، والزميل أحمد أيوب والزميل ياسر عبد العزيز والزميل خالد ميرى ومن «اليوم السابع» كان الزميل خالد صلاح، رئيس التحرير، والزميل سعيد الشحات، مدير التحرير، والزميل يوسف أيوب، رئيس قسم الخارجى، والزميل عمر جاد، مدير تحرير فيديو 7، وقد أثار الزميل يحيى قلاش وقتها قضية التشريعات الخاصة بالصحافة والصحفيين، وحينما جاءتنى الكلمة قلت له إن يجب علينا أن نضمن تنظيم عمل المهنة ووضع تشريعات تجبر العاملين بالصحافة والإعلام على احترام أصول المهنة ومراعاة حقوق المجتمع وصيانة أعراض الناس، ولا يصح أن نطالب بحقوق فقط دون أن نلزم أنفسنا بواجبات.
ربما يظن البعض أننى فى الاجتماعين المذكورين قلت كلاما على غير هوى السامعين، وأننى قصدت أن أعزف على النغمة المختلفة، لكنى فى الحقيقة أرى أن كلامى فى الحالتين مكمل لبعضه، ولا يصح أن تتكلم الدولة عن الواجبات دون أن تراعى حقوقنا، ولا يصح أيضا أن نتكلم عن حقوقنا دون أن نراعى واجباتنا، وأعتقد أن هذه المهمة هى أولى مهام الزميل يحيى قلاش الذى تم اختياره نقيبا للصحفيين منذ يومين وبفارق أصوات شاسع بينه ومنافسه الزميل ضياء رشوان، ولهذا فإنى أدعو نقيبنا إلى استغلال شرعيته الوافرة لمراجعة حال المهنة ككل، وأن يبذل قصارى جهده فى تنقية المهنة من الدخلاء والشتامين والكذابين والمنافقين، وأن يحارب أعداء المهنة داخل نقابة الصحفيين قبل أن يحارب أعداءها فى مؤسسات القمع الموروثة، وليدرك نقيبنا أن دفاعه عن نقابتنا مسألة «حياة أو موت» قبل أن يكفر الناس بالإعلام والإعلاميين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة