حضرت موعدى الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وكانت فرصة لمقابلة زملاء كثيرين لم أرهم منذ فترة، لم يلتئم نصاب الجمعية العمومية فى المرة الأولى، ومن ثم تم التأجيل لأسبوعين، وكانت الأعداد فى المرة الثانية كما فى الأولى قليلة وامتد موعد التسجيل ليكتمل النصاب، وهو ربع عدد الصحفيين البالغين أكثر من ثمانية آلاف صحفى. فاز يحيى قلاش بمنصب النقيب، وحصل على ما يزيد على1948 صوتا فى مقابل 1079 صوتا حصل عليها ضياء رشوان، وبالطبع كانت موجة ومزاج التغيير قوية جدا بين الصحفيين، واعتبر انشغال النقيب السابق بالعمل الإعلامى انصرافا عن مشاغل الصحفيين العامة، وفى الانعقاد الأول للجمعية العمومية للصحفيين والتى لم تكتمل، بدا يحيى قلاش وفريقه الذى يدعمه حاضرا بقوة، وكان يقف يحيى بنفسه إلى جوار طاولة التسجيل، بحيث إن من يذهب ليسجل لا بد وأن يمر عليه، بينما لم أر ضياء رشوان وكأن اختفاءه كان عنوانا لشعوره بأن دورته ولت، ولن يجدد له. أعلن رئيس مجلس إدارة الأهرام أنه يؤيد يحيى قلاش، كما وقف رؤساء تحرير بقوة وعلنا إلى جانب يحيى قلاش، فقد كان رئيس تحرير الأهرام العربى حاضرا وبقوة، وبالتالى فقد ضياء رشوان دعم المؤسسة التى ينتمى إليها ووحدتها خلفه، والتى كانت عادة ما تقف متوحدة خلف النقيب القادم منها، وهو ما يؤشر على أن هناك «تمرد فى الثكنة» بتعبير كارم يحيى.
على الجانب الآخر، فإن مؤسسة يحيى قلاش وهى الجمهورية وقفت خلفه بقوة، وعلمت، وأنا أقف فى طابور التصويت، أن مدير عام المؤسسة جهز وسائل انتقال وطعام غذاء للصحفيين ليحثهم على الذهاب للتصويت ليحيى قلاش، كذلك فإن مؤسسة أخبار اليوم دعمت بقوة يحيى قلاش ووقفت خلفه، وذلك للعلاقة الحميمة بين رئيس مجلس إدارتها وبين يحيى قلاش، ومن ثم فإن المؤسسات ووقوفها خلفه كانت جزءا من عملية التغيير المهمة والمتوقعة التى حدثت فى نقابة الصحفيين. بالطبع هناك ميل لدى الجمهور للتأييد بقوة وبعاطفة جياشة من يظن أن التغيير وتحسين الأحوال سيكون على يديه، لكن سرعان ما يخبو هذا التأييد والعاطفة الجياشة وظنون التغيير، ويأتى وقت المحاسبة، وهنا يبدأ مرة أخرى الغضب وخطأ الحسابات، وبقدر ما تكون الآمال كبيرة يكون الحساب قويا، وهكذا كان الأمر مع ضياء رشوان الذى علق الصحفيون عليه آمالا كبيرة، خابت مع الوقت وحسابات الزمن والواقع السياسى المعقد الذى تتحرك فيه الصحافة والصحفيون، والآن ستذهب السكرة وتأتى الفكرة بالنسبة للنقيب الجديد، وهو نقابى له خبرة طويلة فى العمل النقابى والاقتراب من مشاكل الصحفيين، وهو بحكم علاقاته واقترابه من المشاكل الواقعية واليومية للصحفيين يعرف كم التحديات الخطيرة التى تواجه النقابة والمهنة وتحولاتها العاتية.
سيواجه النقيب الجديد آمالا معلقة بشأن تغيير قانون النقابة العتيق، ولعل أهم ما يواجه النقابة بصراحة استقلالها عن الدولة بحصولها على حقوقها من التمغة الصحفية والتى تقدر بملايين الجنيهات، كما أن مسألة أجور الصحفيين والسعى لعقد عمل موحد هو مسألة مهمة، وقد كان صوت الجمعية العمومية قويا فى هذا السياق، وأشار كارم يحيى فى كلمته إلى أن عقد العمل الموحد كان مدرجا ضمن أهداف النقابة وجمعياتها العمومية منذ عام 2005 ولكنه اختفى، قدرة النقيب الجديد على أن يجعل النقابة حاضرا وبقوة للدفاع عن أعضائها فى سياق سوق يتغير، حيث تشتد فيه المنافسة ويحضر رأس المال مكتسحا، هو أحد التحديات التى تواجهه. أقترح أن يكون هناك ميتر تتابع فيه أعمال النقيب الجديد عبر برنامجه بحيث يراقب أعمال النقيب الجديد الذى أرجو له كل النجاح والتوفيق، كما أرجو لضياء رشوان النجاح والتوفيق فى مهامه غير النقابية.