دندراوى الهوارى

وطن بدون مساجد أفضل من مساجد بدون وطن

الأربعاء، 25 مارس 2015 12:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكمة بليغة وعبقرية دشنها قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أمس الأول، على هامش افتتاحه مبنى الراهبات الجديد بدير القديسة دميانة بالدقهلية عندما قال نصا: «وطن بلا كنائس أفضل بكثير من كنائس بلا وطن».

البابا علل مقولته بأن مصر أرض مباركة وموقعها الجغرافى المتميز جاء بريشة الخالق العظيم، لافتا إلى أن الأديرة هى مواضع للصلاة، وأن مصر قدمت أول راهب فى العالم، فهى مهد الأديان ومهد الحضارات، ومن ثم فإن الوطن باق، وبقاؤه يعنى وجود شعب يحيى على أرضه ويعيش ويمارس حريته فى العقيدة فى أمن وأمان.

وإذا انهار الوطن، فسينهار الأمن والأمان، ويتم هدم دور العبادة، مساجد، وكنائس، ومعابد، ولن تكون هناك حرية فى ممارسة الطقوس الدينية، ومن ثم لن يجدى وجودها وارتفاع مبانيها.

البابا دشن مقولة لخصت الأمر كله، وبعثت برسالة قوية لجماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها داعش وبيت المقدس وتنظيم القاعدة، وغيرها من الحركات والتنظيمات الإرهابية، مفادها «كيف تستطيعون ممارسة طقوس دينكم بكل حرية، فى حالة انهيار بلادكم؟».

وأين سوريا وليبيا واليمن والعراق الآن؟ هل شعوب هذه الدول متفرغة لممارسة طقوس وشعائر ديانتهم بأمن وأمان؟ وهل يضمنون عدم تعرض عقيدتهم للمخاطر الجسيمة التى تحاك ضدها الآن من تشويه وتدمير؟

ما تفعله جماعة الإخوان من تنفيذ مخططات الهدم والتخريب والتدمير للبلاد، متدثرة برداء الإسلام، وحاملة شعار «الإسلام هو الحل»، إنما يمثل كذبا فجا ووقحا، وتجارة ومقايضة رخيصة، بين الدين والسلطة، وإذا انهارت مصر، فتأثيره بالغ السوء والخطر على الدين كله.

كلام قداسة البابا واضح، فكيف تمارس طقس ديانتك فى كنائس، لا دولة لها؟ والأصل فى الأديان تأسيس دولة قوية، تصبح واجهة مشرفة للدين، وما يفعله الإخوان وحلفاؤهم تدمير الدين وتشويه رسالته السمحة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة