يعتقد كثيرون أن أمريكا فشلت فى العراق، وأن الأمراض التاريخية وحدها هى المسؤولة عن ضياع البلد العظيم، ظهور داعش المفاجئ يؤكد أن المخطط نجح، ففى عام 1982 نشرت وثيقة سرية إسرائيلية تقول: «إن العراق الغنى بالنفط من ناحية والقوى عسكرياً من ناحية أخرى تشكل أكبر تهديد لإسرائيل، وبالتالى فإن تحطيمه إلى فئات طائفية كما فى سوريا ولبنان هو من أهم الاستراتيجيات الإسرائيلية بالمستقبل القريب»، طوروا مؤامراتهم فى سوريا واليمن، وكانوا يريدون فعل الشىء نفسه فى مصر، ولكن الشعب خذلهم وأطاح بعملائهم، الشاعر العراقى الكبير سعدى يوسف كتب فى يونيو 2011 تحت اسم «العراق فى القبضة الشريرة» هذه الرسالة..
«لا حاجةَ إلى أن يكون المرءُ مغرَماً بمتابعة التفاصيلِ (السياسىّ منها)، حتى يكون على بيِّنةٍ، مما اتّصلَ بالعراق المسكين، الضحيّةِ الأولى لـ«التغيير» الاستعمارىّ الذى يرادُ له الآنَ أن يعِمَّ، ويُعَمَّــمَ ( من لوثِ العمائم)
على امتداد الشرق الأوسط والشمال الأفريقىّ، فيما أسمِىَ ربيعاً عربيّاً.
أعتقدُ أن درسَ العراق سيظلُّ نافعاً لغيرِ أهله.
فالعراقُ سقطَ، إلى الأبد، فى المستنقعِ الذى لا قرارةَ له لم يغادر الأمريكيون بلداً احتلّوه، البتّةَ.
قبل شهورٍ سُئلَ المختلّ جورج بوش الابن، عن حرب العراق ومبرراتها.
قال: الديمقراطية.
قيل له: هل تظن الديمقراطية ستقوم لها قائمةٌ فى العراق ؟
أجاب بوش: نعم، لكنْ بعد خمسين عاماً!
ليس فى الأمر من سرياليّةٍ.
بعد خمسين عـاماً سيكون الحقل البترولىّ استنفدَ القطرةَ الأخيرةَ، وتكون الحضارة الفاوستيّةُ اهتدتْ إلى طاقةٍ بديلةٍ.
أمّا العراقُ وأهلُه، فليذهبوا إلى جحيمهم المتسعِّرِ منذ الآن.
ليعودوا إلى العصر الحجرىّ.
يأكلون الرزّ بالقيمةِ،
ويلطمون على مصيرهم.
ويتابعون القرود:
علاّوى
طالبانى
بارزانى
مالكى
سيستانى
بانيانى
مانيانى.