بعد سقوط جماعة الإخوان الإرهابية، بدأت تتصدع القوى المتطرفة المتحالفة معها فى الحكم، وفى العنف، والتطرف الفكرى، ورأينا كيف خرجت حركات منشقة عن جماعة الإخوان نفسها، مثل شباب الإخوان المنشقين، وعن الجماعة الإسلامية، وأيضًا عن الجبهة السلفية. جميع هؤلاء المنشقين انطلقوا من رفض فشل الجماعات الأم التى انشقوا عنها، أو بالأحرى رفض فشل القيادات الحالية للجماعات التى انشقوا عنها، وليس من أرضية فكرية جديدة بالكامل، نعم، شباب الإخوان المنشقون يرفضون ما يسمى بشرعية مرسى، ويعترفون بثورة 30 يونيو، وما ترتب عليها، لكن بناءهم الفكرى لا يمكن فصله عن أفكار الجماعة الأم حتى إن تم عرضه على أنه التطور العصرى لها، أو الأكثر مرونة وبراجماتية منها، فهم يطمحون إلى تأسيس جمعية الإخوان المسلمين الجديدة، وإلى تأسيس حزب سياسى، أيًا كان اسمه سيكون بمثابة الحرية والعدالة الجديد، ليعيدوا إنتاج جماعة الإخوان القديمة فى مرحلة استضعافها، وليتمكن التنظيم الدولى من العودة للحياة السياسية فى مصر، عبر كيانهم هذا.
منشقو الجماعة الإسلامية أيضًا تجدهم يطرحون خيارًا سياسيًا على الدولة ووسائل الإعلام، يشبه المصالحة أو الصفقة التى تضمن رضاء الدولة عنهم، وغض الطرف عن جرائم جماعتهم، مقابل استمرارهم فى الحياة السياسية والدعوية، فهم يعرضون صيغة تتضمن إعلان القطيعة مع ما يسمى بشرعية مرسى، وعدم تأييد جماعة الإخوان فيما تقوم به من عنف وإرهاب، وعدم المضى فى ركابها أيضًا فيما تنتهجه من مواقف ودعاية سياسية فى الخارج، على أن تسمح لهم الدولة بالعمل السياسى والدعوى، وعدم حل حزب البناء والتنمية، وأن يعلنوا هم الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو، وما تم بعدها من انتخابات رئاسية وإجراءات على الأرض.
منشقو الجبهة السلفية أيضًا اقتربوا بحكم التكوين الفكرى من الدعوة السلفية، فأعلنوا نبذ العنف، وحرموا رفع السلاح ضد الدولة، وكذلك تأييد الإخوان فيما ينتهجون من مواجهة مسلحة وسياسية مع الدولة، واندرجوا فى أوساط حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، ويسعون للعودة للخطابة فى المساجد، وإعطاء الدروس، وإقامة ما يسمى بحلقات العلم الشرعى، ويطلبون عدم التضييق عليهم فى عملهم الدعوى، أو دخولهم المعترك السياسى تحت راية حزب النور. فإذا كانت هذه هى مطالب المنشقين عن الكيانات الإرهابية والعنيفة، فهل هى كافية لضمان سلامة المجتمع واستقراره؟ وماذا يريد المواطن والمجتمع منهم؟.. للحديث بقية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة