أصبح من المؤكد فى عالمنا العربى أننا بحاجة شديدة لقوة عربية مشتركة لحماية الأمن القومى العربى، وحماية حقوق الإنسان العربى فى كل الدول العربية، بل لا أبالغ إذا قلت إننا أصبحنا بلا شك أمام هجمة شرسة على الهوية العربيه، وذلك بتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية داخل الدول العربية وهو ما شهدناه مؤخرا فى اليمن، وهو ما دعى لتدخل عربى سريع حتى لا تتفاقم الأوضاع فى اليمن ويتحول الصراع الطائفى والسياسى إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس فى اليمن مما قد يؤدى إلى ضياع دول أخرى عربية مثلما ضاعت الصومال وضاعت ليبيا للأسف الشديد.
وعندما تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى وقال إن أمن الخليج العربى خط أحمر، وعندما يستدعى الأمر ما هى إلا ((مسافة السكة)) وقد صدق وصدقت مصر وشعبها عندما تعلق الأمر بدول الخليج العربى الشقيقة التى نعتبر أمنها القومى هو أمن قومى لمصر.
لكن الأمر أكثر تعقيدا من أن نتصور أننا بحاجة لقوة عربية لمحاربة مليشيات الحوثيين فى اليمن فقط، بل أننا نحتاج لقوة عربية مشتركة، لأن التحديات كثيرة وكبيرة ومن الواضح أنها ليست مؤقتة، بل أن الأمر من الممكن أن يطول لمدد طويلة .
ولعل ما يحدث فى الدول العربية يجعلنا نفكر بالفحص والدراسة لماذا تنهار هذه الدول بسهولة أمام جماعات أو مليشيات مسلحة، وهو ما حدث فى سوريا وليبيا والصومال واليمن بصورة غريبة وعجيبة وسريعة، ومن الممكن أن تكون الأسباب سريعة ولعل أهمها عدم التأييد الشعبى للسلطة القائمة وترهل وفساد الجهاز الإدارى فى هذه الدول وأغلبها يستحوذ فيها كبار السن من رجال الدولة على مقاليد الحكم فترات طويلة (دولة العواجيز)، والإصرار على عدم تجديد دماء النخب السياسية والنخب الحاكمة بحجة الخبرة والكفاءة فى عواجيز الحكم .
لذلك أقول لباقى الدول العربية انتبهوا واحرصوا على التأييد والمساندة الشعبية لشعوبكم وجددوا دماء النخب السياسية والنخب الحاكمة فى بلادكم وأعطوا للشباب جميع الفرص الممكنة تحت بصركم ورعايتكم، حتى لا يتلقفهم الإرهاب الأسود الذى انتشر فى ربوع الدول العربية وساعدهم فى ذلك الإحباط الذى يسيطر على شبابنا.
أقول لكل الدول العربية... توحدوا يرحمكم الله.. حمى الله أمتنا العربية والإسلامية... حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق.