يقول الصالحون: «من علامات النجاح فى النهايات الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى فى البدايات»، وقالوا رضى الله عنهم: «النهاية هى عين البداية»، أى من أشرقت بدايته أشرقت نهايته، وهذا يعنى إذا أردت أن تكون النهاية صحيحة فلابد أن تكون بدايتك صحيحة. والبداية الصحيحة تعنى أن يرجع الإنسان إلى الله عز وجل، ومن يفعل ذلك تكون نهايته بفضل الله صالحة. الرجوع، يعنى الرجوع إلى حكمة الله سبحانه وتعالى. وهذا يعنى أن تكون البداية تسير طبقا للحكم الشرعى، أما إذا انطلقت البداية بخلاف ذلك فإن النهاية تكون غير صحيحة.
ومن المعانى الكامنة فى الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى الاستخارة، أى الرجوع إلى الله فى كل شىء حتى يطمئن قلبه، على أنه يسير فى الطريق السليم، وأن الله العزيز العليم راض عنه.
ومن المعانى الأخرى الدعاء حتى يزيد إحساسه بالقرب من ربه، كما أنه يجد سعادة فى المناجاة. ثم تصبح عاده سلوكية قلبية. ومع الصدق وغياب التردد، باطن العبد ينير.
الشىء الهام هو أن إشراق البداية يظهر من خلال قوة الإقبال على الله عز وجل.. الإقبال فى البداية يكون بالأذكار والأوراد وبالعلم وبالمطالعة، وبزيارة إخوانه وبخدمتهم وبطاعة الشيوخ ومحبتهم، وغيرها من الصفات المسلم الذى اختار طريق الله ورسوله.
والإقبال على الله يجب أن يكون باعتدال، فسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قال: «توغلوا فيه برفق» حتى يأخذ كل ذى حق حقه من الزوجة والأولاد والأهل والمجتمع. وقد قال رب العزة «ما تقرب إلىّ عبد بشىء أحب إلى مما افترضته عليه، ومازال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حنى أحبه»، رغم ذلك فلا يجب التهوين من المعصية صغيرة أو كبيرة، لكن على العبد أيضا ألا يعظم الذنب بحيث يشعر باليأس وأن الله سبحان وتعالى لن يغفر له، لكن الله سبحانه وتعالى يغفر كل الذنوب ألا أن يشرك به»، وعلى المسلم أن يحسن الظن بالله وهذه من الصفات الحسنة فقد قال الله: «أنا عند حسن ظن العبد بى».