فى يونيو الماضى قامت الدنيا ولم تقعد ضدى لأننى قلت إن الجيش المصرى، وبالتحديد قواتنا البحرية، تصدت للأسطول الأمريكى فى البحر المتوسط، وذلك مرتين، الأولى عقب ثورة يناير، والثانية بعد فض اعتصام رابعة. وقلت إن الضفادع البحرية المصرية تعاملت بقوة فى المرة الأولى تحت إشراف الفريق مميش، مما جعل الأمريكان ينسحبون.. قلت هذا وانفجرت آلة الإعلام الإخوانى والعميل ضدى، شبكة رصد الإخوانية لم يمر يوم واحد إلا وتهكمت، وأطلقت علىّ الإعلامى الانقلابى، وفضائيات المرتزقة فى تركيا وقطر صنعوا من كلامى كليبات وأفلامًا لدرجة أن إخوانيًا هاربًا اسمه الدكتور ماجد عبدالله، وكان مستشار مرسى، قدّم حلقة عن شخصى تحت عنوان «الغيطى أسرار وحقائق»، كلها منزوعة الحقيقة، وأكثر شىء آلمنى أنه قال إن أمى ماتت وهى غير راضية عنى لأننى أهاجم الإخوان، وطبعًا كذب الإخوان وأضاليلهم وقدرتهم على تشويه كل شىء يجعل البغل يدخل فى الإبريق، لأن أمى والحمد الله على قيد الحياة، وتدعو لى كل لحظة، وتدعو على الإخوان، وتكرههم كراهية التحريم.. المهم أن الإعلام الموالى للإخوان دخل فى الهوجة، وعزف نفس المعزوفة، إلحق الغيطى بيقول البحرية والطيران المصرى منعوا الأمريكان من الدخول والبقاء فى مياهنا الإقليمية هاهاهاها، وكأننى إذا قلت إن الأمريكان ضربونا عادى، المصريون سيفرحون، ألم يطلب الإخوان تدخل أوباما واحتلال مصر ليأتى مرسى؟، ألم يكبروا ويهللوا، وإخوانهم فى واشنطن وقطر يقولون لهم المارينز الأمريكان جايين ومرسى طالع العصر على القصر؟!
ما أحزننى شخصيًا أن صديقًا وزميل دراسة أمريكانى اسمه يسرى فودة خرج يطالبنى بالاعتذار، وخرجت لأسأله اعتذر لمن يا أخى، للأمريكان أم لجيشنا العظيم الذى تحاول تشويهه أنت وأمثالك؟.. المهم لماذا أقول كل هذا الآن؟ الإجابة أن الفريق مهاب مميش، ولأول مرة يتكلم عن هذا الموضوع مع الزميلة رانيا بدوى قبل أيام فى حوار طويل على صفحتين كاملتين بجريدة «المصرى اليوم»، ولأول مرة يتكلم مسؤول من الدولة وكان قائدًا بالقوات المسلحة، بل كان مسؤولًا عن عملية التصدى الأولى إبان يناير، وأقر بصحة كلامى للزميلة رانيا بدوى، وقال بالحرف: «إن الأمريكان تحركوا بعد يناير، وأعددنا خطة للتصدى معتمدة من المشير طنطاوى، وتعاملنا معهم وانسحبوا»، الرجل قال تفاصيل أخرى لكن ما يهمنى هنا أنه حدث، ورغم أننى كانت مصادرى من الداخل والخارج، لأن هيلارى كلينتون ذكرت فى مذكراتها وأحاديثها الصحفية الواقعتين، وقالت: فوجئنا بتطوير مصر قدراتها الدفاعية، وسحبنا أسطولنا من المياه الإقليمية المصرية، وهذا شكل صدمة للإخوان فى المرة الثانية.. ما يهمنى الآن هو أن أعرف شعور الإخوان وإعلاميى العمالة والهجص والسبوبة كيف الحال، وحسبنا الله ونعم الوكيل.