يشغلنى سؤال: وماذا بعد؟
السؤال يتعلق بالحالة اليمنية التى أضيفت إلى وجعنا العربى الذى لم يكتف بوجع فلسطين وليبيا وسوريا والعراق.
فى حالة عودة الرئيس عبدربه منصور هادى إلى رئاسة اليمن وخروج الحوثيين، هل سيعنى ذلك هدوء الأوضاع وعودة الاستقرار؟ بالطبع لن تهدأ الأوضاع فى حالة غياب حل سياسى شامل، يقوم على رؤية مشاركة الجميع، لا مغالبة فريق على فريق.
الملف اليمنى هو عنوان للمستقبل العربى، فإذا بقت هيمنة الحوثيين سنكون أمام استمرار نفوذ إيران، وإذا تمت هزيمتهم فاحتمالات تحولهم إلى قنابل متفجرة داخل اليمن وخارجه أمر وارد، وإذا كان معروفًا أنه فى بعض الأزمات المستعصية قد تكون الضربات العسكرية هى الحل، لكن قد لا نعرف إلى أى وضع ستنتهى، وعلى سبيل المثال حين استجاب جمال عبدالناصر لنداء الثورة اليمنية عام 1962 بمساعداتها، وأرسل قوات مصرية لمساعداتها، لم يكن فى حسبانه أن السعودية ستساند حكم الإمامة ضد الثورة، وترسل المال والسلاح للقبائل اليمنية لمواجهة القوات المصرية، ويعنى ذلك أن الحلول العسكرية تبقى جزءًا من الحل وليس الحل كله، ويكون من الضرورى طرح سيناريوهات سياسية للمرحلة التالية لها، وإذا طبقنا هذا الكلام على ما يحدث فى اليمن سيكون سؤالنا: وماذا بعد الضربات العسكرية؟
سؤال «وماذا بعد؟» لم ننشغل به فى الحرب التى شنتها أمريكا وحلفاؤها ضد العراق لإسقاط صدام حسين، ودفع العرب الثمن منذ وقتها حتى الآن، نظر الحكام العرب تحت أقدامهم، وأصبحوا قطيعًا فى الحظيرة الأمريكية بقيادة جورج بوش الابن، ودخلوا الحرب إلى جواره، وكانت النتيجة احتلال أمريكا لبلد عربى، وتحويله إلى كانتونات طائفية، وباليقين فإن ما يحدث فى المنطقة كلها هو نتيجة هذه الحرب، ونتيجة عدم انشغال الحكام العرب بسؤال: وماذا بعد الحرب؟، وماذا بعد إسقاط صدام حسين؟
ومن قلب الأزمة اليمنية، يأتى السؤال أيضًا: وماذا عن الأزمة السورية التى هى عنوان كبير أيضًا للمأساة العربية؟ لماذا لا تتوحد الإرادة العربية لحلها وفقًا لرؤية قومية شاملة، تقوم على وحدة الأراضى السورية، والتخلص من كل الإرهابيين الذين دخلوها من كل بقاع العالم بمساعدات خليجية تركية؟