عبدالله صالح يتصرف كما لو أنه لا يزال زعيم اليمن
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح، بدا فى كلمة بثها التليفزيون اليمنى، السبت، مدتها 10 دقائق، كما لو أنه مازال فى الصورة كزعيم البلاد، طارحا خططا لإنهاء أزمة اليمن ومخاطبا القوى الخارجية.
الرئيس اليمنى السابق، الذى يتحالف حاليا مع قوى التمرد الحوثية الشيعية، تحدث مناشدا الدول العربية، التهدئة واللجوء إلى المفاوضات. وتشن 10 دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية غارات جوية على الحوثيين، الذين يسيطرون على اليمن ومؤسسات السلطة، منذ سبتمبر الماضى.
وتهدف الضربات الجوية إلى إعادة الرئيس السنى عبد ربه منصور هادى إلى الحكم، حيث تعتقد الدول الخليجية أن الحوثيين مدعومين من إيران، مما تراه السعودية تهديدا مباشرا لحدودها الجنوبية.
وترى الصحيفة الأمريكية أن كلمة صالح، الرئيس السنى الذى أطيح به فى إطار انتفاضات الربيع العربى وأجبر على التخلى عن السلطة فى 2012، ربما تعكس درجة من الاستسلام. لكنها تهدف أيضا لحشد الغضب الشعبى ضد الهجمات.
وتشير إلى أن صالح، الذى كان شريكا للولايات المتحدة فى مكافحة تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، لعب دورا حاسما فى نجاح حركة الحوثى التى اجتاحت جنوب اليمن عبر العاصمة صنعاء ووسعت رقعة سيطرتها. ولاتزال هناك وحدات مهمة فى الأمن والجيش اليمنى موالية لصالح، بما فى ذلك القوى الجوية والحرس الجمهورى، الذين تحولوا إلى جانب الحوثيين فى معركتهم ضد حكومة الرئيس منصور هادى.
وفيما يدعو صالح للاحتكام إلى صناديق الاقتراع، فإنه وعد بعدم خوض الانتخابات أو أيا من أعضاء أسرته، على الرغم من مؤيديه دشنوا حمله لترشيح أبنه الأكبر، أحمد، القائد السابق للحرس الجمهورى، الذى تنتشر صوره عل جدران العاصمة منذ سيطرة الحوثيين والقوى الموالية لصالح على البلاد قبل أشهر.
ولا يرى صالح أى مجال للتفاوض من أجل عودة هادى إلى الحكم، حتى وإن كانت السعودية وأغلب الدول العربية يعترفون به كرئيس شرعى لليمن.
الأزمة اليمينة تؤلب الدول السنية ضد إيران الشيعية
وصف الرئيس اليمنى المحاصر، عبد ربه منصور هادى، المتمردين الشيعة الحوثيين، الذين اجبروه على الفرار من البلاد، بأنهم "دمى فى يد إيران"، ملقيا باللوم على الجمهورية الإسلامية الشيعية فى إحداث الفوضى فى اليمن وطالب باستمرار الضربات الجوية العربية على مواقع الحوثيين حتى يستسلموا.
وتقول وكالة الأسوشيتدبرس، فى تقرير الأحد، أن تصاعد الأزمة فى اليمن إلى حد تدخل 10 دول عربية، يثير شبح صراع إقليمى يٌجرى فيه تأليب الدول العربية السنية ضد القوة الشيعية الإيرانية. مشيرة إلى أن تعليقات القادة العرب بما فيهم الرئيس اليمنى، خلال القمة العربية ارتكزت بقوة على الفوضى فى اليمن، الناجمة عن تقدم المتمردين الحوثيين.
وتضيف أن قادة مصر والسعودية والكويت أشاروا، بشكل غير مباشر، إلى إيران ملقين اللوم عليها لتدخلها فى شئون الدول العربية. فيما تحدث هادى مباشرة عن إيران داعيا مؤيديه إلى الإنتفاض سلميا ضد الحوثيين.
وتنفى إيران والحوثيون أن طهران توفر السلاح والتدريب لحركة التمرد، على الرغم من أن الدولة الشيعية أمدتهم بالفعل بالمساعدات الإنسانية وغيرها. وبحسب دبلوماسى خليجى فإن قرابة 5 آلاف إيرانى وعضو من حزب الله اللبنانى ومقاتلين شيعة عراقيين، على الأرض فى اليمن لدعم الحوثيين. حيث يوفروا لهم التدريب والإرشاد.
وأكد أن قبل 6 أسابيع، أظهرت صور، تم التقاطها عبر القمر الصناعى، إعادة تمركز صواريخ سكود باتجاه المملكة العربية السعودية، وأضاف أن الضربات الجوية دمرت نحو 21 من هذه الصواريخ.
دعم العرب للرئيس اليمنى علامة نادرة على الوحدة فى منطقة يسودها الانقسام
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن القادة العرب تعهدوا بدعم الرئيس اليمنى المحاصر عبد ربه منصور هادى مع تكثيف التحالف الذى تقوده السعودية لضرباته الجوية ضد أهداف المتمردين الحوثيين فى جميع أنحاء اليمن، مما يعنى تصعيدا لصراع يخشى كثير من السكان أن يؤدى إلى غزو.
وأشارت الصحيفة إلى أن القادة المشاركين فى القمة العربية المقامة بمصر قد أعربوا بقوة عن دعمهم للرئيس اليمنى فى إشارة نادرة للوحدة فى منطقة تسودها الانقسامات.
دول المنطقة مستعدة للتدخل لدى جيرانها لوقف العنف
وأضافت أن حكام مصر والبحرين وقطر والسعودية ودول أخرى وصفوا انتشار الفوضى فى اليمن بالخطر الكبير الذى يهدد الشرق الأوسطـ وتقدم مسئولون بمشروع قرار لإنشاء قوة عربية مشتركة للرد على الأزمات المتزايدة فى المنطقة.
وتابعت الصحيفة قائلة إن أى تفاصيل لنظام أمنى محتمل تظل غير واضحة، لكن مع استمرا المعارك فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن، فإن إبداء الدعم العربى للهجوم المضاد للحوثيين يسلط الضوء على استعداد دول المنطقة للتدخل فى الدول المجاورة التى تعانى من العنف.
وأشارت الصحيفة إلى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى للكلمة التى قال فيها إن الأمة العربية خاضت مراحل كثيرة لم يكن أيا منها يمثل هذا القدر من التهديد كالذى نشهده الآن. بينما تعهد العاهل السعودى الملك سلمان فى خطابه باستمرار العملية العسكرية فى اليمن لحين عودة الاستقرار، فى إشارة إلى عودة الرئيس عبد ربه منصور.
توتر متزايد بين السعودية وإيران
ورأت الصحيفة أن تصريحات القادة والمسئولين بالقمة العربية تسلط الضوء على التوترات المتزايدة بين الخصوم الإقليميين، السعودية وإيران، فقد زادت طهرن من دعمها للحوثيين الذين يتبعون مذهب الزيدية الشيعية. ويدعم السعوديون والإيرانيون أطراف متحاربة فى صراعات إقليمية مدمرة أخرى مثل الحرب السورية.
الضربات الجوية تمهد الطريق لعملية برية
ونقلت الصحيفة عن رياض الخواجة، رئيس معهد تحليل جيش الخليج والشرق الأدنى قوله إن هجمات التحالف استهدفت دفاعات جوية ومخازن أسلحة وخطوط اتصالات تدعم الحوثيين. والهدف هو إفساح الطريق لهجوم برى وشيك.
وأشار إن القضاء على الدفاعات الجوية وضمان التفوق الجوى واستهداف مواقف الاتصالات والقيادة خطو تقليدية. وأضاف أن قوات الحوثيين ستتشتت على الأرجح فى وجه هجوم جوى من قبل جيوش مثل جيش مصر الأكثر تنظيما والمسلح بأسلحة ثقيلة وحصل على مساعدات أمريكية.
الحوثيون يواجهون صعوبة بالجنوب
من جانبها ، قالت لينا الخطيب مدير مركز كارنيجى الشرق الأوسط إلى الحوثيين يناضلون لمواجهة هجوم أرضى فى أماكن مثل عدن ومدينة تعز الجنوبية، ويعود ذلك جزئيا إلى غياب الدعم من السكان المحليين. فالحوثيون من الشمال الذى سيطر عليه دوما أقرانهم الشيعة على العكس من الجنوب الذى يهيمن عليه السنة.
وقالت الخطيب إن الحوثيين يخسرون المعركة، مضيفة أن إيران ستتردد على الأرجح للدفاع عن المتمردين فى حال حدوث هجوم برى بقيادة سعودية. وأوضحت أنه برغم أن الحوثيين حلفاء مفيدين لإيران، لكن لا ينظر إليهم من قبل طهران على أنه لا غنى عنهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة