ولا يشك المراقبون كثيرا فى قدرة كريموف، الذى يحكم أكثر الدول كثافة سكانية فى آسيا الوسطى منذ أكثر من 20 عاما بقبضة حديدية ، على الاحتفاظ بموقعه فى السلطة.
وينافس كريموف 77 عاما فى الانتخابات ثلاثة مرشحين آخرين، غير أن منافسيه الثلاثة يعتبرون الرئيس الحالى هو المرشح الاوفر حظا للفوز.
وقالت منظمة الامن والتعاون فى أوروبا فى تقرير نشر الاسبوع الماضى إن الحملة الانتخابية تكاد تكون واضحة تماما ، والمرشحون الاربعة يمثلون بشكل نموذجى من خلال وكلاء رسميين.
ونشرت المنظمة بعثة صغيرة من المراقبين لمراقبة الانتخابات.
إضافة..
من جهة أخرى، أغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها اليوم، الأحد، فى أوزبكستان، حيث بلغت نسبة المشاركة 91 فى المائة فى انتخابات رئاسية سيفوز فيها من دون مفاجآت الرئيس المنتهية ولايته إسلام كريموف (77 عاما) الذى يحكم منذ 1989 هذه الجمهورية السوفياتية السابقة فى آسيا الوسطى.
وبدأت عمليات التصويت فى الساعة 6,00 (1,00 ت غ) وانتهت الثامنة مساء (15,00 ت غ) فى تسعة آلاف مركز فى أنحاء البلاد.
ودعى نحو 21 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم فى هذا البلد الأكبر من حيث عدد السكان من بين الجمهوريات السوفيتية السابقة الخمس فى آسيا الوسطى.
وقال العديد من الناخبين لفرانس برس إنهم أدلوا بأصواتهم للرئيس المنتهية ولايته.
وبرر برهان الذى رفض ذكر اسم عائلته تصويته لصالح كريموف بالاضطرابات العشوائية فى قرغيزستان وطاجيكستان المجاورتين لأوزبكستان.
أما غولهايو خوجانوفا (18 عامًا) فقالت لفرانس برس "لقد منحت صوتى لرئيسنا كريموف. أشعر بالارتياح لما يفعله من أجل الشبان".
وكريموف الذى يحكم هذا البلد منذ ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتى وأعيد انتخابه ثلاث مرات منذ استقلال هذا البلد الذى يضم ثلاثين مليون نسمة، لخص الرهان فى هذه الانتخابات بكلمتين: "أنا أو الفوضى".
وحذر خلال اجتماع بثت وقائعه محطات التلفزيون العامة من أنه "بدون حكومة قوية ستنتشر الفوضى". وأضاف "سيأتى يوم يتمتع فيه مواطنونا بحرية كاملة وكل الحريات الفردية وخصوصا حرية الصحافة".
فخصومه الثلاثة فى هذه الانتخابات ينتمون إلى أحزاب تدعم جميعها الرئيس المنتهية ولايته وقد دعت إلى إعادة انتخابه، وبينهم واحد فقط يتمتع بشهرة حقيقية هو النائب أكمل سعيدوف الذى حصل على نسبة ثلاثة فى المائة من أصوات الناخبين.
وقال كامل الدين رابيموف، المحلل السياسى الأوزبكى المقيم فى فرنسا، إن "المجتمع الأوزبكى يفتقر إلى التقاليد الديمقراطية". وأضاف أن "قدرة النظام على استخدام القوة تتيح السيطرة على المجتمع واستقرار البلاد".
ويبدو أن التهديد الوحيد الذى يواجهه كريموف هو فى الواقع سنه والتراجع المفترض لوضعه الصحى. وهذا ما يحمله على الرقص سنويا خلال أحد الأعياد التقليدية لنفى الشائعات.
وقبل ثمانية أيام من الانتخابات، ظهر الرجل القوى فى عيد النوروز وحرص على الاشادة باستقرار نظامه. وقال كريموف "إلى ماذا يحتاج الشعب الأوزبكى؟ نحتاج إلى السلام والرخاء". وأضاف أن "المرحلة الحالية الأكثر اضطرابا وتوترا من أى وقت مضى، تتطلب منا الحذر واليقظة".
ويشارك فى مراقبة الانتخابات أكثر من 300 مراقب دولى من 43 جهة. ومن المقرر أن تنشر منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا الاثنين تقييمها الأولى للعملية الانتخابية.
ولا شىء يدل على أن السلطة فى أوزبكستان يمكن أن تسقط فى مستقبل قريب. وهذا النظام الذى تتهمه المنظمات الدولية غير الحكومية باستمرار بممارسة التعذيب وتؤكد أنه يعمد إلى تشغيل الأطفال فى حقول القطن، يوفق ببراعة بين المصالح الروسية والمصالح الغربية.
وبعد مجزرة 15 مايو 2005 فى أنديجان، فرضت المجموعة الدولية عزلة على أوزبكستان. وتعتبر منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا أن 300 إلى 500 شخص قتلوا فى ذلك اليوم خلال أعمال قمع.
لكن المساعدة الامريكية لم تتوقف وعلق الاتحاد الأوروبى عقوباته الاقتصادية منذ 2009. وقام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ديسمبر بزيارة إلى طشقند، محاولا إقناع أوزبكستان بالانضمام إلى الاتحاد الاقتصادى الأورو- آسيوى الذى تقوده موسكو.
ورفض إسلام كريموف هذه الدعوة، مؤكدًا أنه يريد الحفاظ على استقلال بلاده بعيدا عن "التكتلات السياسية".
وما يدل على صراع النفوذ داخل عائلته الذى ظهر إلى العلن، التكهنات حول استبعاد جلنارا كريموفا فى الأشهر الأخيرة. وكانت تتوافر للابنة الكبرى للرئيس كريموف، النجمة المعروفة وسيدة الأعمال والسياسية الواسعة النفوذ كل المؤهلات ليختارها خلفا له.
لكن هذه المرأة التى تبلغ الثانية والأربعين من العمر وتهوى الكشف عن علاقتها بجيرار دوبارديو أو المغنى البريطانى ستينغ، تجاوزت خطا أحمر عندما شبهت والدها بستالين، واتهمت شقيقتها الصغرى ووالدتها بممارسة السحر، قبل أن توجه على تويتر انتقادات إلى رئيس جهاز الأمن الذى يتمتع بنفوذ كبير فى أوزبكستان.
وتخضع جلنارا للإقامة الجبرية. وقال الناطق باسمها فى لندن ان تحقيقا فتح بسبب علاقتها "بمجموعة إجرامية" ورجال أعمال من شركائها. وقال سكوت ردنيتز من جامعة واشنطن إن "جلنارا كريموفا بالغت فى تقدير سلطتها".
وأضاف "لا نعرف ما اذا كان الرئيس ابعدها عن سابق تصور وتصميم أو على مضض" لكنه اعتبر أن مواقف "ابنته قد تؤدى إلى تقويض استقرار أوزبكستان ووضع مصالح نظامه فوق كل اعتبار".
وكانت جلنارا سفيرة لبلدها فى الأمم المتحدة. وهى ملاحقة ايضا من قبل عدد كبير من الأجهزة القضائية الأوروبية بتهمة اختلاس 300 مليون دولار من شركة الاتصالات السويدية "تيلياسونيرا" الناشطة فى آسيا الوسطى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة