يسرا محمد سلامة تكتب: أحمد زكى.. عبقرى الأداء الراقى

الأحد، 29 مارس 2015 03:39 ص
يسرا محمد سلامة تكتب: أحمد زكى.. عبقرى الأداء الراقى الفنان أحمد زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجم لمع اسمه فى سماء الفن المصرى، موهبة لا يختلف عليها اثنان، يعشقه القاصى والدانى بلا أى سبب أو مصلحة، موهبته جواز مرور لكل بيت مصرى وعربى، ملامحه الهادئة القريبة منّا رسمت الدرب الذى سار عليه منذ دخل الفن لأول مرة فى سبعينيات من القرن الماضي، عندما تراه فى أى عمل لا تُصدق أنه يُمثل، بل هى طبيعته، شخصيته تظهر على الشاشة، حتى وإن كان يؤدى دورًا يتسم بالشر، نُصدقه فيه جملةً وتفصيلاً؛ بسبب تقمصه الشديد والرائع لأى دور يُجسده، عن الراحل المبدع أحمد زكى أتحدث.

منذ بدايته الفنية قدم نفسه كموهبة مميزة جدًا، تمنى الكثير من زملائه أن يشاركوه إياها، فقام بعمل ثنائى جميل على الشاشة مع سندريلا الشاشة العربية سعاد حسنى فى أكثر من عمل، شفيقة ومتولي، مسلسل هو وهى، الراعى والنساء، وهى علامات فى سماء الفن المصري، كما شكّل ثنائى آخر مع الفنانة آثار الحكيم حين قدم معها الحب فوق هضبة الهرم، وأنا لا أكذب ولكنى أتجمل.

يحتار العديد من المخرجين فى إسناد الأدوار المركبة والصعبة لأى ممثل؛ لصعوبة هذه الأدوار، لكن مع أحمد زكى الأمر مختلف، مع الأيام أيقنا أنه طه حسين لا محالة، وفى فيلم زوجة رجل مهم جسّد دورًا من أصعب ما يمكن تجسيده، دور الضابط الذى يتصف بالعنف والقسوة ليس فى عمله فقط، بل مع أسرته سواء كانت زوجته أم والدته، وفى المدمن جعلنا نعيش معه جملة من الأحاسيس التى يُعانى منها من يخوضون تجربة الإدمان، وفى ضد الحكومة رائعة بشير الديك كان المحامى الذى ينتهز الفرص وينقض على مصائب الناس من أجل المال، وجميعنا يتذكر حواره الأخير فى المشهد الأخير للفيلم، مشهد يُدرّس وحوار ممتع، تَمكنه منه جعلنا نتعاطف مع الشخصية، رغم عيوبها الكثيرة، وفى البيضة والحجر، ما هذا الأداء؟!! مدرس الفلسفة الذى تحول لدجال ومشعوذ حتى يستطيع أن يعيش بعد طرده من عمله، واستغل ذكائه وجهل المجتمع لتحقيق ثروة كبيرة، ثم يأتى دور عمره بالنسبة لى فى أربعة فى مهمة رسمية، قدم أحمد زكى فى هذا الفيلم كوميديا الموقف بشكل جذاب، دور سيظل محفورًا فى الذاكرة مهما طال الزمن، ونأتى لدوره فى الراقصة والطبال، ذلك الطبال المهووس بموهبته، الذى يؤثرها على أى شىء آخر؛ لدرجة أفقدته عقله فى نهاية الفيلم، وفى البيه البواب جعل الجميع يلتفت لهذه المهنة وأهميتها الكبيرة ودورها المؤثر فى المجتمع، وللمرة الثانية يُقدم كوميديا الموقف، عمل توافرت له مقومات النجاح الباهر، لماذا؟!! لأن العبقرى أحمد ذكى أدّى دوره فيه بطريقة جعلتنا نقتنع أنه البيه البواب بالفعل، ثم كانت قمة الإثارة وذروة الأداء فى الهروب، قدم شخصية أثارت الكثير من التساؤلات، هل هو ظالم أم مظلوم؟!!، وفى شادر السمك كان وبحق المعلم أحمد أبو كامل.

وقبل ختام مشواره الحافل بالأعمال التى قلّما أن يجسدها أى ممثل، جاء الوقت لأعظم أدواره على الإطلاق فكان ناصر 56، ثم أيام السادات، وكأن القدر كان رحيمًا بنا قبل وفاته حين قرر أن يتركنا مع هذه الإبداعات، وكأنه كان يعلم جيدًا أن وفاته قد حانت فكيف يذهب دون أن يودعنا الوداع الأخير، رحم الله من أعطانا متعة المشاهدة دون ابتذال، من منحنا الصدق دون أن يتجمل معنا، من وهبنا الضحكة علشان تطلع الصورة دايمًا حلوة، رحمك الله وغفر لك يا أستاذ ورئيس قسم الأداء العبقرى فى جامعة الفن الراقى، فأنت أهل لكل جميل، وعطاؤك لن تنساه الأجيال.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة