المشهد اليمنى مرتبك، داخليا وخارجيا، جماعات وقبائل متناحرة داخل المحيط الجغرافى ووجهات نظر متباينة لدول الجوار حول مصير اليمن الموحدة التى طالما عاشت فى الحلم ولم يتحقق، ولكن بعد التدخل العسكرى الجديد لتحالف «5+5» المعروف بعاصفة الحزم، أصبح مستقبل اليمن رهينا لما ستنتهى إليه إدارة العملية العسكرية، وهنا لابد من التأكيد على أن العبرة ليست بالبدايات ولكن بالنهايات، ليست باتخاذ قرار عسكرى بالتدخل فى اليمن للقضاء على الحوثيين ولكن بكيفية إدارة مشهد النهاية فى اليمن لإعادة الأوضاع إلى اتزانها الأصلى.
الأوضاع الأصلية نفسها محل تساؤل، لماذا؟، لأنه حتى الآن المشاركين فى عاصفة الحزم، شاركوا بناء على دعوة المملكة العربية السعودية، وتلبية لطلب الرئيس اليمنى عبدربه هادى، دون تحديد الخطوط العريضة للهدف الأساسى من الضربة ودون تحرير مصطلح «عودة الأوضاع لأصلها فى اليمن»، وهل معناه تراجع الحوثيين خطوة للوراء والجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات أم القضاء تماما على الحوثيين واستئصالهم من جسد اليمن مثل ما عبر الرئيس اليمنى نفسه فى كلمته بالقمة العربية أو لا هذا ولا ذاك ولكن قطع يد إيران عن التدخل فى الشأن اليمنى والدعم اللوجستى لجماعة الحوثيين والتمدد الشيعى فى المنطقة.
قليلا من الانتباه.. فى محاولة للوقوف على حقيقة نجاح عاصفة الحزم، فالأصل أنه مع التحرك العسكرى، يترسم خط سياسى جديد يضمن حراكا بالمحيط الجغرافى اليمنى وصولا إلى «الأوضاع الأصلية»، وهو ما يقصر المسافة نحو تحقيق الهدف الأصلى من الضربة العسكرية، ولكن اللافت أنه حتى الآن لم يظهر فى الأفق أى حوار سياسى، حتى التصريحات المنسوبة للرئيس اليمنى الأسبق عبدالله صالح بقبول المصالحة، لم يتم تأكيدها ولم تظهر أى بوادر حقيقية لاعتمادها من قبل أطراف المعادلة اليمنية داخليا وخارجيا، وبالتالى أنت أمام تحرك عسكرى لاقى إعجابنا وتأييدنا ولكنه يفتقد الأفق السياسى، مما يزيد التساؤلات الصعبة حول نجاحه.
الجديد أن عاصفة الحزم تحديدا، ستكون بمثابة حقل تجارب فيما بعد لما يعرف بـ«القوة العسكرية المشتركة»، لأنها بالمفهوم البدائى هى قوة عسكرية مشتركة لـ 10 دول، وبالتالى نجاح عاصفة الحزم، وإدارتها للمشهد اليمنى، سيترتب عليه حسما إقدام الدول العربية عبر «القوة العسكرية» لاختراق ملفات أكثر تعقيدا وصعوبة مثل ملف ليبيا وسوريا وداعش.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة